الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
403 - " إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة؛ مسح ناصيته بيده " ؛ (عق عد خط فر) ؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا أراد الله أن يخلق خلقا) ؛ أي: مخلوقا؛ أي: رجلا؛ (للخلافة) ؛ أي: للملك؛ (مسح ناصيته بيده) ؛ لفظ رواية الخطيب: " بيمينه" ؛ وخص ناصيته لأنه يعبر بها عن جملة الإنسان؛ وذلك عبارة عن إلقاء المهابة عليه؛ ليطاع؛ فهو استعارة؛ أو تشبيه؛ قال الزمخشري : أراد بالخلافة الملك والتسلط؛ وقصره على ذلك تحكم؛ فإن الخلافة النبوية تشمل الإمام الأعظم؛ ونوابه؛ وتشمل العلماء؛ فإذا أراد الله (تعالى) نصب إنسان للقيام لحماية الدين؛ ونشر الأحكام؛ وقهر أعداء الإسلام؛ من الملاحدة وغيرهم؛ ألقى عليه المهابة؛ وصير قوله مقبولا؛ ممتثلا؛ عليه طلاوة وحلاوة وجلالة؛ فإذا قرر شيئا سلموه؛ وإذا أفتى في شيء قبلوه؛ وإذا أمر بمعروف؛ أو نهي عن منكر امتثلوه؛ فمن قصره على السلطنة فقد قصر.

(عق)؛ عن ابن أحمد بن حنبل ؛ عن عبد الله بن موسى السلمي ؛ عن مصعب النوفلي؛ عن أبي ذؤيب ؛ عن صالح؛ مولى التوأمة؛ عن أبي هريرة ؛ ثم عقبه مخرجه بقوله: مصعب مجهول بالنقل؛ حديثه غير محفوظ؛ ولا يتابع عليه؛ ولا يعرف إلا به؛ (عد)؛ ثم عقبه بقوله: هذا منكر بهذا الإسناد؛ والبلاء فيه من مصعب؛ (خط)؛ في ترجمة عبد الله بن موسى الأنصاري؛ قال ابن حجر: وفيه عنده مسرة بن عبد ربه؛ تألف؛ وقال الذهبي : كذاب؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ وقال: البلاء فيه من النوفلي؛ وأورده من حديث أنس ؛ وقال: فيه مسرة؛ مولى المتوكل؛ ذاهب الحديث؛ لكن له طريق عن ابن عباس ؛ خرجه الحاكم بلفظ: " إن الله إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة؛ مسح على ناصيته بيمينه؛ فلا تقع عليه عين إلا أحبته" ؛ قال الحاكم : رواته هاشميون؛ قال ابن حجر في الأطراف: إلا أن شيخ الحاكم ضعيف؛ وهو من الحفاظ؛ (فر؛ عن أبي هريرة ) .



الخدمات العلمية