الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3826 ) فصل : وإن استثنى استثناء بعد استثناء ، وعطف الثاني على الأول ، كان مضافا إليه . فإذا قال : له علي عشرة إلا ثلاثة ، وإلا درهمين . كان مستثنيا لخمسة مبقيا لخمسة . وإن كان الثاني غير معطوف على الأول ، كان استثناء من الاستثناء ، وهو جائز في اللغة ، قد جاء في كلام الله تعالى في قوله : { قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين } .

                                                                                                                                            فإذا كان صدر الكلام إثباتا ، كان الاستثناء الأول نفيا والثاني إثباتا ، فإن استثنى استثناء ثالثا ، كان نفيا يعود كل استثناء إلى ما يليه من الكلام ، فإذا قال : له علي عشرة إلا ثلاثة إلا درهما . كان مقرا بثمانية ; لأنه أثبت عشرة ، ثم نفى منها ثلاثة وأثبت درهما ، وبقي من الثلاثة المنفية درهمان مستثنيان من العشرة ، فيبقى منها ثمانية ، وسنزيد لهذا الفصل فروعا في مسألة استثناء الأكثر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية