في جائحة الجراد والريح والجيش والنار وغير ذلك قلت : أرأيت في قول الجراد أهو جائحة ؟ قال : قال : الجراد جائحة عند مالك . قلت : وكذلك النار في قول مالك ؟ قال : نعم . قلت : وكذلك مالك ؟ قال البرد والمطر والطير الغائب - يأتي فيأكل الثمرة - والدود وعفن الثمرة في رءوس الشجر ، والسموم - يصيب الثمرة - والعطش - يصيب الثمرة من انقطاع مائها - أو سماء احتبست عن الثمرة حتى ماتت ، أترى هذا من الجوائح في الماء : إذا انقطع عن الثمرة ماء العيون ، [ ص: 591 ] وضع عن المشتري ما ذهب من الثمرة من قبل الماء قليلا كان أو كثيرا ، وما بقي فهو للمشتري بما يصيبه من الثمر . لأن البائع حين باع الثمرة ، إنما باعها على الماء ، فكل ما أصيبت من قبل الماء فإنما سببه من قبل البائع فلا يشبه الماء ما سواه من الجوائح . مالك
قلت : وماء السماء إذا انقطع عن الثمرة ، أهو عند بمنزلة ماء العيون ؟ قال : لم أسمع من مالك في ماء المطر شيئا ، إلا أنه قال : ما كان من فساد الثمرة من قبل عطش الماء ، وضع عن المشتري قليلا كان أو كثيرا . فأرى ماء السماء وماء العيون سواء ، إذا كان إنما حياتها سقيها . قال : وأما ما سألت عنه من عفن الثمرة والنار والبرد والغرق وجميع ما سألت عنه ، فكذلك كله جائحة من الجوائح يوضع عن المشتري إن أصابت الثلث فصاعدا . مالك قال : وهذا رأيي في جميع ما سألت عنه . قال : وقال في مالك : هو جائحة مالك من الجوائح . قال الجيش : يمرون بالنخل فيأخذون ثمرته ، قال : قال ابن القاسم : في رأيي . قال ولو أن سارقا سرقها أيضا كانت جائحة : ليست السرقة بجائحة . ابن نافع