الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في المقارض يستأجر الأجراء والبيوت من القراض قلت : أرأيت المقارض ، أله أن يستأجر الأجراء يعملون معه في المقارضة ، ويستأجر البيوت ليجعل فيها متاع المقارضة ، ويستأجر الدواب يحمل عليها متاع القراض ؟ قال : نعم ، عند مالك هذا جائز قلت : أرأيت إن استأجر أجيرا يخدمه في سفره ، أتكون إجارة الأجير من القراض ؟ قال : إذا كان مثله ينبغي له أن يستأجر ، والمال يحمل ذلك ، فذلك له . وقال لي مالك : وجه القراض المعروف الجائز بين الناس : أن يأخذ الرجل المال من صاحبه ، على أن يعمل فيه ولا ضمان عليه فيه ، ونفقة العامل في المال ، وطعامه وكسوته في سفره ، وما يصلحه بالمعروف ، بقدر المال إذا شخص في المال وكان المال يحمل ذلك . فإن كان مقيما في أهله ، فلا نفقة له من المال ولا كسوة ، وأن للعامل أن يستأجر من المال إذا كان كثيرا لا يقوى عليه بعض من يكفيه بعض مؤنته ، ومن الأعمال أعمال لا يعلمها الذي يأخذ المال ، وليس مثله يعملها ، فله أن يستأجر من المال إذا كان كثيرا لا يقوى عليه ، ولا ينبغي للعامل أن يهب منه شيئا ، ولا يولي منه ولا يعطي منه أحدا ، ولا يكافئ فيه أحدا . فأما أن يجتمع هو وقوم فيأتون بطعام ويأتي بطعام ، فأرجو أن يكون ذلك واسعا - إن شاء الله - إذا لم يتعمد أن يفضل عليهم ، فإن تعمد ذلك بغير إذن صاحبه ، فعليه أن يتحلل منه ، فإن حلله فلا بأس به ، وإن أبى أن يحلله فعليه أن يكافئه بمثله ، إذا كان ذلك شيئا له مكافأة . وذلك الأمر المجتمع عليه عندنا ، وقال الليث مثله .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية