الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في المقارض يشتري ولد رب المال أو والده أو ولد نفسه أو والده قلت : أرأيت إن اشترى العامل ولد رب المال ، أو والده ، أو ولد نفسه ، أو والده ، علم بذلك أو لم يعلم ، والمقارض معسر أو موسر ؟ قال : إن اشترى والد نفسه أو ولد نفسه وكان موسرا وقد علم ، رأيت أن يعتقا عليه ويدفع إلى رب المال رأس ماله وربحه إن كان فيه ربح على ما قارضه ، وإن لم يكن علم وكان فيهم فضل ، يكون للعامل فيهم نصيب ما عتقوا عليه ، ويرد إلى رب المال رأس ماله وربحه على ما قارضه ، وإن لم يكن فيهم فضل بيعوا ، وأسلم إلى رب المال رأس ماله ولم يعتق عليه منهم شيء ، وإن كان لا مال للعامل ، وكان فيهم فضل بيع منهم بقدر رأس المال ، وربح رب المال فدفع إلى رب المال ، ويعتق منهم ما بقي ، علم أو لم يعلم إذا لم يكن له مال قلت : فإن اشترى أبا صاحب المال ، أو ابنه وهو يعلم أو لا يعلم ؟ قال : إن لم يكن يعلم ، عتقوا على رب المال وإن كان فيهم ربح دفع إلى العامل من مال صاحب المال بقدر نصيبه على ما قارضه عليه ، وإن كان قد علم العامل وله مال ، رأيت أن يعتقوا عليه ويؤخذ من العامل ثمنهم ، فيدفع إلى رب المال والولاء لرب المال ; لأنه قد علم حين اشتراهم ، أنهم يعتقون على رب المال ، فأراه ضامنا إذا ابتاعهم بمعرفة منه ، وإن لم يكن له مال بيعوا ، فأعطى رب المال رأس ماله وربحه وعتق منهم حصة العامل وحده .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون : وهذه مسألة قد اختلف فيها ، وهذا أحسن ما سمعت واخترت لنفسي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية