الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ولا يجوز للوكيل التوكيل فيما يتولى مثله بنفسه ) . هذا المذهب . وعليه الأصحاب . وعنه يجوز . وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والمغني ، والتلخيص ، والشرح ، وقواعد ابن رجب وغيرهم . قوله ( وكذلك الوصي والحاكم ) . يعني أنه إذا أوصى إليهم في شيء : هل له أن يوكل من يعمله وهل للحاكم أن يستنيب غيره فيما يتولى مثله فقطع المصنف : أن الوصي في جواز التوكيل وعدمه كالوكيل ، خلافا ومذهبا . وهو إحدى الطريقتين . وهو المذهب . وهي طريقة القاضي ، وابن عقيل ، وصاحب الهداية ، والمستوعب ، والمصنف ، والشارح ، وابن رزين . وجزم به في الوجيز ، وغيره . وقدمها في الفروع ، والرعايتين ، والحاويين ، وغيرهم ، والطريقة الثانية : يجوز للوصي التوكيل ، وإن منعناه في الوكيل . ورجحه القاضي ، وابن عقيل ، وأبو الخطاب أيضا . وقدمه في المحرر ، والنظم . قلت : وهو الصواب ; لأنه متصرف بالولاية ، وليس توكيلا محضا . فإنه متصرف بعد الموت ، بخلاف الوكيل ; ولأنه تعتبر عدالته وأمانته . وأما إسناد الوصية من الوصي إلى غيره : فيأتي في كلام المصنف في باب الموصى إليه . [ ص: 363 ] وأما الحاكم : فقطع المصنف أيضا : أنه كالوكيل في جواز استنابة غيره . وهو المذهب . وهو إحدى الطريقتين أيضا . وهي طريقة القاضي في المجرد ، والخلاف ، وصاحب الهداية ، والمستوعب ، والمصنف . وجزم به في الوجيز وغيره . وقدمه في الفروع ، والرعايتين ، والحاويين ، والشرح ، وغيرهم ، والطريقة الثانية : يجوز له الاستنابة والاستخلاف . وإن منعنا الوكيل منها . وهي طريقة القاضي في الأحكام السلطانية ، وابن عقيل . واختاره الناظم . وقدمه في المحرر . ونص عليه في رواية مهنا . قال ابن رجب في قواعده : بناء على أن القاضي ليس بنائب للإمام . بل هو ناظر للمسلمين لا عن ولاية . ولهذا لا ينعزل بموته ولا بعزله . فيكون حكمه في ولايته حكم الإمام ، بخلاف الوكيل ; ولأن الحاكم يضيق عليه تولي جميع الأحكام بنفسه ، ويؤدي ذلك إلى تعطيل مصالح الناس العامة فأشبه من وكل فيما لا يمكنه مباشرته عادة لكثرته . انتهى .

وألحق بالحاكم أمينه في الرعايتين ، والحاويين .

فوائد

تشبه ما تقدم . منها : الشريك ، والمضارب : هل لهما أن يوكلا أم لا ويأتي ذلك في شركة العنان ، ونتكلم عليها هناك .

التالي السابق


الخدمات العلمية