في الأجير يستعمل الليل والنهار قلت : أرأيت من قال : يستخدمه كما يستخدم الناس الأجراء لليل خدمة وللنهار خدمة وخدمة الليل ما قد عرفها الناس من سقيه الماء للمؤاجر ومن قيامه الليل يناوله لحافا وما أشبه هذا فإما أن يستخدمه خدمة تمنعه النوم فليس له ذلك إلا أن تعرض له الحاجة هي من خدمة العبد المرة بعد المرة فلا بأس أن يستعمله فيها في بعض ليله وإنما هذا على ما يعرفه الناس ولا أحفظه ، وسمعت أستأجر أجيرا للخدمة أله أن يستخدمه الليل والنهار ؟ يسأل عن العبيد يستعملون النهار ، فإذا كان الليل استطحنوهم أترى ذلك ينبغي ؟ مالكا
قال : إن من الأعمال أعمالا يجهد العبيد فيها فلا ينبغي أن يفدحوا بعمل الليل أيضا ؟
قال : ومن العبيد عبيد إنما أعمالهم خفيفة فلا بأس أن يستطحنوهم بالليل من غير أن يفدحوا بذلك يطحن العبد على قدر طاقته ، قال : والخدم هاهنا عندنا يعملون العمل الخفيف يستقون بالنهار وربما طحنوا بالليل فقيل له : هؤلاء العبيد الذين يعملون على الدرانيق يطلعون وينزلون ؟
قال : لا يعجبني ذلك العمل .
قال : وهو شديد جهد قال : وإنما كان الناس فيما مضى يجرون على رقابهم وعلى الإبل وهذا الدرنوق عمل ثقيل ربما أيضا هلك فيه بعضهم . مالك