الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وإن ادعاه ، وقال : سرق مني إلى قوله حلفا واشتركا )

                                                                                                                            ش : مشى - رحمه الله - على ما قيد به صاحب [ ص: 448 ] النكت والتونسي واللخمي قول ابن القاسم فجعل رب الثوب تارة يريد أخذه وتارة يريد تضمين الصناع قيمته فقال : إن أراد أخذه دفع قيمة الصبغ ، ثم ينظر ، فإن زادت دعوى الصانع على قيمة الصبغ حلف رب الثوب ليسقط عنه الزائد على قيمة الصبغ من التسمية التي ادعى الصانع ، وهذا معنى قول المؤلف بيمين إلى آخره ، وقوله : بيمين متعلق بمحذوف أي أخذه بيمين ، ومفهوم الشرط ، وهو قوله : إن زادت دعوى الصانع عليها أنها لو كانت دعواه مساوية لها ، أو أقل أخذه بغير يمين ، وهو كذلك ، وأما إن اختار رب الثوب تضمين الصانع فإنه يقال للصانع : ادفع له قيمة الثوب أبيض ، فإن فعل فلا يمين على واحد منهما ، وإن امتنع حلفا واشتركا ، وكيفية حلفهما أن يبدأ برب الثوب فيقال : احلف له أنك لم تستعمله ، فإذا حلف قيل للصانع : احلف أنه استعملك ، وإلا ادفع قيمة الثوب أبيض ، فإن حلف قيل لربه : ادفع قيمة عمله وخذه ، فإن أبى قيل للصانع : ادفع إليه قيمة ثوبه غير معمول ، فإن أبى كانا شريكين هذا بقيمة ثوبه غير معمول ، وهذا بقيمة عمله قال في المدونة : لأن كل واحد منهما مدع على صاحبه ، قال جميع ذلك في التوضيح ( تنبيه : ) قال في المدونة قال ابن القاسم : وكذلك إن ادعى أن الصانع سرقه منه إلا أنه إن كان الصانع ممن لا يشار إليه بذلك عوقب رب الثوب ، وإلا لم يعاقب انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية