قال تعالى : ( إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ( 6 ) ) .
قوله تعالى : ( نعمة الله عليكم إذ أنجاكم ) : قد ذكر في قوله : ( إذ كنتم أعداء ) [ آل عمران : 103 ] .
( ويذبحون ) : حال أخرى معطوفة على ( يسومون ) .
قال تعالى : ( ولئن كفرتم إن عذابي لشديد وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ( 7 ) ) .
قوله تعالى : ( وإذ تأذن ) : معطوف على " إذ أنجاكم " .
قال تعالى : ( والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود ( 9 ) ) .
قوله تعالى : ( قوم نوح ) : بدل من " الذين " .
( والذين من بعدهم ) : معطوف عليه ; فعلى هذا يكون قوله تعالى : ( لا يعلمهم ) : حالا من الضمير في " من بعدهم " . ويجوز أن يكون مستأنفا ، وكذلك " جاءتهم " .
ويجوز أن يكون " والذين من بعدهم " مبتدأ ، " ولا يعلمهم " : خبره ، أو حال من الاستقرار ، و " جاءتهم " الخبر .
( في أفواههم ) : " في " على بابها ظرف لردوا ; وهو على المجاز ; لأنهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في أفواههم فمنعوهم بها من النطق .
قال تعالى : ( يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض ( 10 ) ) .
قوله تعالى : ( أفي الله شك ) : فاعل الظرف ; لأنه اعتمد على الهمزة .
( فاطر السماوات ) : صفة ، أو بدل .
( ليغفر لكم من ذنوبكم ) : المفعول محذوف ، و " من " صفة له ; أي شيئا من ذنوبكم . وعند الأخفش " من " زائدة .
[ ص: 83 ] وقال بعضهم : " من " للبدل ; أي ليغفر لكم بدلا من عقوبة ذنوبكم ، كقوله : ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) [ التوبة : 38 ] .
( تريدون ) : صفة أخرى لبشر .
قال تعالى : ( ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ( 11 ) ) .
قوله تعالى : ( وما كان لنا أن نأتيكم ) : اسم كان ، " ولنا " الخبر .
و ( إلا بإذن الله ) : في موضع الحال ; وقد ذكر في أول السورة .
ويجوز أن يكون الخبر " بإذن الله " ، " ولنا " تبيين .
قال تعالى : ( ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ( 12 ) ) .
قوله تعالى : ( ألا نتوكل ) أي في أن لا نتوكل .
ويجوز أن يكون حالا ; أي غير متوكلين . وقد ذكر في غير موضع .
قال تعالى : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ( 15 ) ) .
قوله تعالى : ( واستفتحوا ) : ويقرأ على لفظ الأمر شاذا .
قال تعالى : ( ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ يتجرعه ولا يكاد يسيغه ( 17 ) ) .
قوله تعالى : ( يتجرعه ) : يجوز أن يكون صفة لماء ، وأن يكون حالا من الضمير في " يسقى " ، وأن يكون مستأنفا .
قال تعالى : ( اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد ( 18 ) ) .
قوله تعالى : ( مثل الذين كفروا ) : مبتدأ ، والخبر محذوف ; أي فيما يتلى عليكم مثل الذين .
و ( أعمالهم كرماد ) : جملة مستأنفة مفسرة للمثل . وقيل : الجملة خبر " مثل " على المعنى . وقيل : " مثل " مبتدأ ، أو " أعمالهم " خبره ; أي مثلهم مثل أعمالهم . و " كرماد " على هذا خبر مبتدأ محذوف ; أي هي كرماد .
[ ص: 84 ] وقيل : " أعمالهم " بدل من " مثل " ، وكرماد الخبر ، ولو كان في غير القرآن ، لجاز إبدال أعمالهم من الذين ، وهو بدل الاشتمال .
( في يوم عاصف ) ; ريحه ، ثم حذف الريح ، وجعلت الصفة لليوم مجازا . وقيل : التقدير : في يوم ذي عصوف ; فهو على النسب ، كقولهم : نابل ورامح .
وقرئ " يوم عاصف " بالإضافة ; أي يوم ريح عاصف .
( لا يقدرون ) : مستأنف .