الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ( 24 ) ) .

قوله تعالى : ( من القول ) : هو حال من الطيب ، أو من الضمير فيه .

قال تعالى : ( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ( 25 ) ) قوله تعالى : ( ويصدون ) : حال من الفاعل في " كفروا " وقيل : هو معطوف على المعنى ; إذ التقدير : يكفرون ويصدون ، أو كفروا وصدوا ; والخبر على هذين محذوف ، تقديره : معذبون ، دل عليه آخر الآية . وقيل : الواو زائدة ، وهو الخبر .

و ( جعلناه ) : يتعدى إلى مفعولين ; فالضمير هو الأول ، وفي الثاني ثلاثة أوجه ; أحدها : " للناس " وقوله تعالى : " سواء " خبر مقدم ، وما بعده المبتدأ ، والجملة حال إما من الضمير الذي هو الهاء ، أو من الضمير في الجار .

والوجه الثاني : أن يكون " للناس " حالا ، والجملة بعده في موضع المفعول الثاني .

والثالث : أن يكون المفعول الثاني " سواء " على قراءة من نصب ، و " العاكف " : فاعل " سواء " .

ويجوز أن يكون " جعل " متعديا إلى مفعول واحد ; و " للناس " حال ، أو مفعول تعدى إليه بحرف الجر .

[ ص: 223 ] وقرئ " العاكف " بالجر على أن يكون بدلا من الناس ، و " سواء " على هذا نصب لا غير .

و ( من يرد ) : الجمهور على ضم الياء من الإرادة .

ويقرأ شاذا بفتحها من الورود ; فعلى هذا يكون " بإلحاد " حالا ; أي متلبسا بإلحاد ، وعلى الأول تكون الباء زائدة . وقيل : المفعول محذوف ; أي إلحادا ظالما . وقيل : التقدير : إلحادا بسبب الظلم .

قال تعالى : ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ( 26 ) ) .

قوله تعالى : ( وإذ بوأنا ) : أي اذكر ، و " مكان البيت " : ظرف ; واللام في لإبراهيم زائدة ; أي أنزلناه مكان البيت ; والدليل عليه قوله تعالى : ( ولقد بوأنا بني إسرائيل ) [ يونس : 93 ] وقيل : اللام غير زائدة ، والمعنى : هيأنا .

( ألا تشرك ) : تقديره : قائلين له : لا تشرك ; فأن : مفسرة للقول . وقيل : هي مصدرية ; أي فعلنا ذلك لئلا تشرك ، وجعل النهي صلة ; وقوى ذلك قراءة من قرأ بالياء .

و ( القائمين ) أي المقيمين . وقيل : أراد المصلين .

قال تعالى : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( 27 ) ) .

قوله تعالى : ( وأذن ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف والمد ; أي أعلم الناس بالحج .

( رجالا ) : حال ، وهو جمع راجل .

ويقرأ بضم الراء مع التخفيف ، وهو قليل في الجمع .

ويقرأ بالضم والتشديد ، مثل صائم وصوام . ويقرأ رجالى : مثل عجالى .

( وعلى كل ضامر ) : في موضع الحال أيضا ; أي وركبانا . و " ضامر " بغير هاء للمذكر والمؤنث .

و ( يأتين ) : محمول على المعنى ، والمعنى : وركبانا على ضوامر يأتين ; فهو صفة لضامر .

[ ص: 224 ] وقرئ شاذا " يأتون " أي يأتون على كل ضامر . وقيل : " يأتون " مستأنف .

و ( من كل فج ) : يتعلق به .

التالي السابق


الخدمات العلمية