قال تعالى : ( هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ( 11 ) ) .
قوله تعالى : ( منه شراب ) : من هنا للتبعيض ، و " من " الثانية للسببية ; أي وبسببه إثبات شجر ; ودل على ذلك قوله : " ينبت لكم به الزرع " .
[ ص: 104 ] قال تعالى : ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ( 12 ) ) .
قوله تعالى : ( والشمس والقمر ) : يقرآن بالنصب عطفا على ما قبلهما ; ويقرآن بالرفع على الاستئناف . و " النجوم " كذلك . و " مسخرات " على القراءة الأولى حال ، وعلى الثانية خبر .
قال تعالى : ( وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون ( 13 ) ) .
قوله تعالى : ( وما ذرأ لكم ) : في موضع نصب بفعل محذوف ; أي وخلق ، أو وأنبت .
و ( مختلفا ) : حال منه .
قال تعالى : ( وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا ( 14 ) ) .
قوله تعالى : ( منه لحما ) : من لابتداء الغاية .
وقيل : التقدير : لتأكلوا من حيوانه لحما .
( فيه ) : يجوز أن يتعلق بمواخر ; لأن معناه جواري ; إذ كان مخر وشق وجرى قريبا بعضه من بعض .
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مواخر .
قال تعالى : ( وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وعلامات وبالنجم هم يهتدون ( 15 ) ) .
قوله تعالى : ( أن تميد ) : أي مخافة أن تميد .
و ( أنهارا ) : أي وشق أنهارا .
و ( علامات ) : أي وضع علامات . ويجوز أن تعطف على " رواسي " . و " بالنجم " : يقرأ على لفظ الواحد ، وهو جنس . وقيل : يراد به : الجدي ; وقيل : الثريا .
[ ص: 105 ] ويقرأ بضم النون والجيم ; وفيه وجهان ؛ أحدهما :
هو جمع نجم ، مثل سقف وسقف . والثاني : أنه أراد النجوم ، فحذف الواو ، كما قالوا في أسد : أسود وأسد ، وقالوا في خيام : خيم .
ويقرأ بسكون الجيم ، وهو مخفف من المضموم .
قال تعالى : ( أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ( 21 ) ) .
قوله تعالى : ( أموات ) : إن شئت جعلته خبرا ثانيا لـ " هم " أي وهم يخلقون ويموتون . وإن شئت جعلت " يخلقون وأموات " خبرا واحدا ; وإن شئت كان خبر مبتدأ محذوف ; أي هم أموات .
قوله تعالى : ( غير أحياء ) : صفة مؤكدة .
ويجوز أن يكون قصد بها أنهم في الحال غير أحياء ; ليدفع به توهم أن قوله : " أموات " فيما بعد ; إذ قد قال تعالى : ( إنك ميت ) [ الزمر : 30 ] أي ستموت .
و ( أيان ) : منصوب بـ " يبعثون " لا بـ " يشعرون " .