قال تعالى : ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ( 7 ) ) .
قوله تعالى : ( وإن أسأتم فلها ) : قيل : اللام بمعنى على ; كقوله : ( وعليها ما اكتسبت ) [ البقرة : 286 ] .
[ ص: 122 ] وقيل : هي على بابها ; وهو الصحيح ; لأن اللام للاختصاص ، والعامل مختص بجزاء عمله حسنه وسيئه .
( وعد الآخرة ) : أي الكرة الآخرة .
( ليسوءوا ) : بالياء وضمير الجماعة ; أي ليسوءوا العباد ، أو النفير .
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بغير واو ; أي ليسوء البعث ، أو المبعوث ، أو الله . ويقرأ بالنون كذلك . ويقرأ بضم الياء وكسر السين وياء بعدها وفتح الهمزة ; أي ليقبح وجوهكم .
( ما علوا ) : منصوب بـ " يتبروا " أي وليهلكوا علوهم وما علوه . ويجوز أن يكون ظرفا .
قال تعالى : ( وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا عسى ربكم أن يرحمكم ( 8 ) ) .
قوله تعالى : ( حصيرا ) : أي حاصرا ; ولم يؤنثه ; لأن فعيلا هنا بمعنى فاعل .
وقيل : التذكير على معنى الجنس . وقيل : ذكر لأن تأنيث جهنم غير حقيقي .
قال تعالى : ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ( 9 ) وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما ( 10 ) ) .
قوله تعالى : ( أن لهم ) : أي بأن لهم .
و ( أن الذين ) : معطوف عليه ; أي يبشر المؤمنين بالأمرين .
قال تعالى : ( وكان الإنسان عجولا ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ( 11 ) ) .
قوله تعالى : ( دعاءه ) : أي يدعو بالشر دعاء مثل دعائه بالخير ، والمصدر مضاف إلى الفاعل . والتقدير : يطلب الشر ; فالباء للحال ; ويجوز أن تكون بمعنى السبب .
قال تعالى : ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا وجعلنا الليل والنهار آيتين ( 12 ) ) .
قوله تعالى : ( آيتين ) : قيل : التقدير : ذوي آيتين ، ودل على ذلك قوله : " آية الليل " ، و " آية النهار " .
وقيل : لا حذف فيه ; فالليل والنهار علامتان ، ولهما دلالة على شيء آخر ; فلذلك أضاف في موضع ، ووصف في موضع .
[ ص: 123 ] قوله تعالى : ( وكل شيء ) : منصوب بفعل محذوف ; لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل ، ولولا ذلك لكان الأولى رفعه . ومثله : و ( كل إنسان ) .
قال تعالى : ( ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ( 13 ) ) . قوله تعالى : ( نخرج ) : يقرأ بضم النون ، ويقرأ بياء مضمومة ، وبياء مفتوحة وراء مضمومة .
و ( كتابا ) : حال على هذا ; أي ونخرج طائره ، أو عمله مكتوبا .
و ( يلقاه ) : صفة للكتاب و ( منشورا ) : حال من الضمير المنوب . ويجوز أن يكون نعتا للكتاب .
قال تعالى : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ( 14 ) ) .
قوله تعالى : ( اقرأ ) : أي يقال .
قال تعالى : ( فحق عليها القول فدمرناها تدميرا وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ( 165 ) ) .
قوله تعالى : ( أمرنا ) : يقرأ بالقصر والتخفيف ; أي أمرناهم بالطاعة . وقيل : كثرنا نعمهم وهو في معنى القراءة بالمد .
ويقرأ بالتشديد والقصر ; أي جعلناهم أمراء . وقيل : هو بمعنى الممدودة ; لأنه تارة يعدى بالهمزة ، وتارة بالتضعيف ; واللازم منه : أمر القوم ; أي كثروا .
و ( أمرنا ) : جواب إذا . وقيل : الجملة نصب نعتا لقرية ، والجواب محذوف .