قال تعالى : ( إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ( 100 ) ) .
قوله تعالى : ( لو أنتم ) : في موضع رفع بأنه فاعل لفعل محذوف ; وليس بمبتدأ ; لأن " لو " تقتضي الفعل كما تقتضيه " إن " الشرطية ، والتقدير : لو تملكون ، فلما حذف الفعل صار الضمير المتصل منفصلا . و " تملكون " الظاهرة : تفسير للمحذوف .
( لأمسكتم ) : مفعوله محذوف ; أي أمسكتم الأموال . وقيل : هو لازم بمعنى بخلتم .
( خشية ) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال .
قال تعالى : ( فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ( 101 ) ) .
قوله تعالى : ( بينات ) : صفة لآيات ، أو لتسع .
( إذ جاءهم ) : فيه وجهان :
أحدهما : هو مفعول به باسأل على المعنى ; لأن المعنى اذكر لبني إسرائيل إذ جاءهم . وقيل : التقدير : اذكر إذ جاءهم ، وهي غير ما قدرت به اسأل .
والثاني : هو ظرف ، وفي العامل فيه أوجه ; أحدها : آتينا ، والثاني : قلنا مضمرة ; أي فقلنا له سل . والثالث : قل . تقديره : قل لخصمك : سل بني إسرائيل ; والمراد به فرعون ; أي قل يا موسى ; وكان الوجه أن يقول : إذ جئتهم ; فرجع من الخطاب إلى الغيبة .
قال تعالى : ( بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض ( 102 ) ) .
قوله تعالى : ( لقد علمت ) : بالفتح على الخطاب ; أي علمت ذلك ، ولكنك عاندت ، وبالضم ; أي أنا غير شاك فيما جئت به .
( بصائر ) : حال من هؤلاء ، وجاءت بعد إلا ، وهي حال مما قبلها لما ذكرنا في هود عند قوله : ( وما نراك اتبعك ) [ هود : 27 ] .
قال تعالى : ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض ( 104 ) ) . قوله تعالى : ( لفيفا ) : حال بمعنى جميعا .
[ ص: 139 ] وقيل : هو مصدر كالنذير والنكير ; أي مجتمعين .
قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ( 105 ) ) .
قوله تعالى : ( وبالحق أنزلناه ) : أي وبسبب إقامة الحق ; فتكون الباء متعلقة بأنزلنا .
ويجوز أن يكون حالا ; أي أنزلناه ومعه الحق ، أو فيه الحق .
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل ; أي أنزلناه ومعنا الحق .
و ( بالحق نزل ) : فيه الوجهان الأولان دون الثالث ; لأنه ليس فيه ضمير لغير القرآن .
قال تعالى : ( ونزلناه تنزيلا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ( 106 ) ) .
قوله تعالى : ( وقرآنا ) : أي وآتيناك قرآنا ، دل على ذلك : ( ولقد آتينا موسى تسع آيات ) : [ الإسراء : 105 ] فعلى هذا " فرقناه " في موضع نصب على الوصف ; ويجوز أن يكون التقدير : وفرقنا قرآنا ; وفرقناه تفسير لا موضع له ، وفرقنا ; أي في أزمنة ; وبالتخفيف ; أي شرحناه .
( على مكث ) : في موضع الحال ; أي متمكثا . والمكث بالضم والفتح : لغتان ، وقد قرئ بهما ، وفيه لغة أخرى : كسر الميم .
قال تعالى : ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ( 109 ) ) .
قوله تعالى : ( للأذقان ) : فيه ثلاثة أوجه ; أحدها : هي حال ، تقديره : ساجدين للأذقان . والثاني : هي متعلقة بيخرون ، واللام على بابها ; أي مذلون للأذقان . والثالث : هي بمعنى " على " فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من " يبكون " ، و " يبكون " حال .
وفاعل ( يزيدهم ) : القرآن ، أو المتلو ، أو البكاء ، أو السجود .
قال تعالى : ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ( 110 ) ) .
قوله تعالى : ( أيا ما ) : أيا منصوب بـ " تدعو " . وتدعو مجزوم بـ " أيا " وهي شرط فأما " ما " فزائدة للتوكيد . وقيل : هي شرطية ، كررت لما اختلف اللفظان .
قال تعالى : ( ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ( 111 ) ) .
قوله تعالى : ( من الذل ) : أي من أجل الذل .