قال تعالى : ( قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا ( 29 ) ) .
والجذوة - بالكسر والفتح والضم لغات ، وقد قرئ بهن .
قال تعالى : ( أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ( 30 ) ) .
قوله تعالى : ( أن ياموسى ) : أن مفسرة ؛ لأن النداء قول ، والتقدير : أي يا موسى .
وقيل : هي المخففة ، والتقدير : بأن يا موسى .
قال تعالى : ( فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب ( 32 ) قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون ( 33 ) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون ( 34 ) ) قوله تعالى : ( من الرهب ) : " من " متعلقة بولى ؛ أي هرب من الفزع . وقيل : بـ " مدبرا " .
وقيل : بمحذوف ؛ أي يسكن من الرهب . وقيل : باضمم ، أي من أجل الرهب . والرهب بفتح الراء والهاء ، وبفتح الراء وإسكان الهاء ، وبضم الراء وسكون الهاء لغات ، وقد قرئ بهن .
( فذانك ) : بتخفيف النون وتشديدها ؛ وقد بين في ( واللذان يأتيانها ) [ النساء : 16 ] . وقرئ شاذا " فذانيك " بتخفيف النون وياء بعدها ، قيل : هي بدل من إحدى النونين . وقيل : نشأت عن الإشباع . و ( إلى ) : متعلقة بمحذوف ؛ أي مرسلا إلى [ ص: 291 ] فرعون . و ( ردءا ) : حال . ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الراء وحذفها . و ( يصدقني ) : بالجزم على الجواب ، وبالرفع صفة لردءا ، أو حالا من الضمير فيه .
قال تعالى : ( قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ( 35 ) فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ( 36 ) وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ( 37 ) ) .
قوله تعالى : ( بآياتنا ) : يجوز أن يتعلق بيصلون ، وأن يتعلق بـ " الغالبون " .
و ( تكون ) : بالتاء : على تأنيث العاقبة ، وبالياء ؛ لأن التأنيث غير حقيقي .
ويجوز أن يكون فيها ضمير يعود على " من " .
و ( له عاقبة . . . ) : جملة في موضع خبر كان . أو تكون تامة ، فتكون الجملة حالا .
قال تعالى : ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ( 41 ) وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ( 42 ) ) .
قوله تعالى : ( ويوم القيامة ) الثانية فيه أربعة أوجه ؛ أحدها : هو معطوف على موضع " في هذه " ؛ أي وأتبعناهم يوم القيامة . والثاني : أن يكون على حذف المضاف ؛ أي وأتبعناهم لعنة يوم القيامة . والثالث : أن يكون منصوبا بـ " المقبوحين " على أن تكون الألف واللام للتعريف ، لا بمعنى الذي . والرابع : أن يكون على التبيين ؛ أي وقبحوا يوم القيامة ، ثم فسر بالصلة .
قال تعالى : ( وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس ( 43 ) )
قوله تعالى : ( بصائر ) : حال من الكتاب ، أو مفعول له ؛ وكذلك " هدى ورحمة " .