قال تعالى : ( إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ( 43 ) ) .
قوله تعالى : ( ما يدعون ) : هي استفهام في موضع نصب بـ " يدعون " لا بـ " يعلم " و " من شيء " : تبيين . وقيل : " ما " بمعنى الذي .
ويجوز أن تكون مصدرية ؛ و " شيء " : مصدر ؛ ويجوز أن تكون نافية ، و " من " : زائدة . وشيئا : مفعول " يدعون " .
و ( نضربها ) : حال من الأمثال . ويجوز أن يكون خبرا . و " الأمثال " نعت .
قال تعالى : ( إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ( 46 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا الذين ظلموا ) : هو استثناء من الجنس ، وفي المعنى وجهان :
أحدهما : إلا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى ؛ بل بالغلظة ؛ لأنهم يغلظون لكم ؛ فيكون مستثنى من التي هي أحسن ، لا من الجدال . والثاني : لا تجادلوهم ألبتة ؛ بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم .
[ ص: 302 ] قال تعالى : ( إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ( 51 ) ) قوله تعالى : ( أنا أنزلنا ) : هو فاعل يكفهم .
قال تعالى : ( تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا ( 58 ) الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ( 59 ) ) .
قوله تعالى : ( والذين آمنوا ) : في موضع رفع بالابتداء ، و " لنبوئنهم " الخبر .
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه الفعل المذكور .
و ( غرفا ) : مفعول ثان ، وقد ذكر نظيره في يونس والحج .
و ( الذين صبروا ) : خبر ابتداء محذوف .
قال تعالى : ( وهو السميع العليم وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ( 60 ) ) .
قوله تعالى : ( وكأين من دابة ) : يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء ، و " من دابة " : تبيين .
و ( لا تحمل ) : نعت لدابة .
و ( الله يرزقها ) : جملة خبر كأين ، وأنث الضمير على المعنى .
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه يرزقها ، ويقدر بعد كأين .
قال تعالى : ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ( 64 ) ) .
قوله تعالى : ( وإن الدار الآخرة ) : أي إن حياة الدار ؛ لأنه أخبر عنها بالحيوان ، وهي الحياة ، ولام الحيوان ياء ، والأصل حييان ، فقلبت الياء واوا لئلا يلتبس بالتثنية ، ولم تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها لئلا تحذف إحدى الألفين .
قال تعالى : ( ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون ( 66 ) ) .
قوله تعالى : ( وليتمتعوا ) : من كسر اللام جعلها بمعنى كي ، ومن سكنها جاز أن يكون كذلك ، وأن يكون أمرا ، والله أعلم .