[ ص: 318 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28908وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ( 13 ) ) .
و ( يثرب ) : لا ينصرف للتعريف ووزن الفعل ، وفيه التأنيث .
و ( يقولون ) : حال ، أو تفسير ليستأذن .
و ( عورة ) : أي ذات عورة .
ويقرأ بكسر الواو ، والفعل منه عور ، فهو اسم فاعل .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28908ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ( 14 ) ) .
و ( لأتوها ) بالقصر : جاءوها ، وبالمد أي أعطوها ما عندهم من القوة والبقاء .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14إلا يسيرا ) : أي إلا لبثا ، أو إلا زمنا ، ومثله : ( إلا قليلا ) .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28908ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا ( 15 ) ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15لا يولون ) : جواب القسم ؛ لأن عاهدوا في معنى أقسموا .
ويقرأ بتشديد النون وحذف الواو على تأكيد جواب القسم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28908قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ( 18 ) ) .
و ( هلم ) قد ذكر في الأنعام إلا أن ذاك متعد ، وهذا لازم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28908أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ( 19 ) ) .
قوله تعالى : ( أشحة ) : هو جمع شحيح ، وانتصابه على الحال من الضمير في ( يأتون )
و ( أشحة ) الثاني حال من الضمير المرفوع في سلقوكم .
[ ص: 319 ] و ( ينظرون ) : حال ؛ لأن رأيتهم : أبصرتهم .
و ( تدور ) حال من الضمير في ينظرون .
( كالذي ) : أي دورانا كدوران عين الذي .
ويجوز أن تكون الكاف حالا من أعينهم ؛ أي مشبهة عين الذي .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28908يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا ( 20 ) ) .
قوله تعالى : ( يحسبون ) : يجوز أن يكون حالا من أحد الضمائر المتقدمة إذا صح المعنى وتباعد العامل فيه . ويجوز أن يكون مستأنفا .
و ( بادون ) : جمع باد . وقرئ " بدا " مثل غاز وغزى .
و ( يسألون ) : حال .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28908لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ( 21 ) ) .
قوله تعالى : ( أسوة ) : الكسر والضم لغتان ، وهو اسم للتأسي ، وهو المصدر ، وهو اسم كان ، والخبر : " لكم " .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21في رسول الله ) : حال ، أو ظرف يتعلق بالاستقرار ، لا بأسوة ، أو بكان على قول من أجازه .
ويجوز أن يكون " في رسول الله " الخبر ، و " لكم " تخصيص وتبيين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لمن كان ) : قيل : هو بدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار . ومنع منه الأكثرون ؛ لأن ضمير المخاطب لا يبدل منه ؛ فعلى هذا يجوز أن يتعلق بحسنة ، أو يكون نعتا لها ؛ ولا تتعلق بأسوة لأنها قد وصفت .
و ( كثيرا ) : نعت لمصدر محذوف .
[ ص: 318 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28908وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ( 13 ) ) .
وَ ( يَثْرِبَ ) : لَا يَنْصَرِفُ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ ، وَفِيهِ التَّأْنِيثُ .
وَ ( يَقُولُونَ ) : حَالٌ ، أَوْ تَفْسِيرٌ لِيَسْتَأْذِنُ .
وَ ( عَوْرَةً ) : أَيْ ذَاتِ عَوْرَةٍ .
وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ الْوَاوِ ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ عَوِرَ ، فَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَأَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ( 14 ) ) .
وَ ( لَأَتَوْهَا ) بِالْقَصْرِ : جَاءُوهَا ، وَبِالْمَدِّ أَيْ أَعْطَوْهَا مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ وَالْبَقَاءِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14إِلَّا يَسِيرًا ) : أَيْ إِلَّا لُبْثًا ، أَوْ إِلَّا زَمَنًا ، وَمِثْلُهُ : ( إِلَّا قَلِيلًا ) .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ( 15 ) ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15لَا يُوَلُّونَ ) : جَوَابُ الْقَسَمِ ؛ لِأَنَّ عَاهَدُوا فِي مَعْنَى أَقْسَمُوا .
وَيُقْرَأُ بِتَشْدِيدِ النُّونِ وَحَذْفِ الْوَاوِ عَلَى تَأْكِيدِ جَوَابِ الْقَسَمِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28908قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا ( 18 ) ) .
وَ ( هَلُمَّ ) قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَنْعَامِ إِلَّا أَنَّ ذَاكَ مُتَعَدٍّ ، وَهَذَا لَازِمٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28908أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ( 19 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( أَشِحَّةً ) : هُوَ جَمْعُ شَحِيحٍ ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي ( يَأْتُونَ )
وَ ( أَشِحَّةً ) الثَّانِي حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَرْفُوعِ فِي سَلَقُوكُمْ .
[ ص: 319 ] وَ ( يَنْظُرُونَ ) : حَالٌ ؛ لِأَنَّ رَأَيْتَهُمْ : أَبْصَرْتَهُمْ .
وَ ( تَدُورُ ) حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي يَنْظُرُونَ .
( كَالَّذِي ) : أَيْ دَوَرَانًا كَدَوَرَانِ عَيْنِ الَّذِي .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْكَافُ حَالًا مِنْ أَعْيُنِهِمْ ؛ أَيْ مُشْبِهَةً عَيْنَ الَّذِي .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28908يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ( 20 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( يَحْسَبُونَ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ أَحَدِ الضَّمَائِرِ الْمُتَقَدِّمَةِ إِذَا صَحَّ الْمَعْنَى وَتَبَاعَدَ الْعَامِلُ فِيهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا .
وَ ( بَادُونَ ) : جَمْعُ بَادٍ . وَقُرِئَ " بُدًّا " مِثْلُ غَازٍ وَغُزًّى .
وَ ( يَسْأَلُونَ ) : حَالٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28908لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( 21 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( أُسْوَةٌ ) : الْكَسْرُ وَالضَّمُّ لُغَتَانِ ، وَهُوَ اسْمٌ لِلتَّأَسِّي ، وَهُوَ الْمَصْدَرُ ، وَهُوَ اسْمُ كَانَ ، وَالْخَبَرُ : " لَكُمْ " .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21فِي رَسُولِ اللَّهِ ) : حَالٌ ، أَوْ ظَرْفٌ يَتَعَلَّقُ بِالِاسْتِقْرَارِ ، لَا بِأُسْوَةٌ ، أَوْ بَكَانَ عَلَى قَوْلِ مَنْ أَجَازَهُ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " فِي رَسُولِ اللَّهِ " الْخَبَرَ ، وَ " لَكُمْ " تَخْصِيصٌ وَتَبْيِينٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لِمَنْ كَانَ ) : قِيلَ : هُوَ بَدَلٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِ بِإِعَادَةِ الْجَارِّ . وَمَنَعَ مِنْهُ الْأَكْثَرُونَ ؛ لِأَنَّ ضَمِيرَ الْمُخَاطَبِ لَا يُبْدَلُ مِنْهُ ؛ فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِحَسَنَةٍ ، أَوْ يَكُونَ نَعْتًا لَهَا ؛ وَلَا تَتَعَلَّقُ بِأُسْوَةٌ لِأَنَّهَا قَدْ وُصِفَتْ .
وَ ( كَثِيرًا ) : نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ .