قال تعالى : ( ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ( 52 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا ما ملكت يمينك ) : يجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من النساء ، وأن يكون في موضع نصب على أصل الاستثناء وهو من الجنس .
ويجوز أن يكون من غير الجنس .
[ ص: 324 ] وقوله تعالى : ( من أزواج ) : في موضع نصب ، و ( من ) : زائدة .
" إلا ما ملكت يمينك " يجوز أن يكون في موضع نصب بدلا من أزواج ؛ ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا .
قال تعالى : ( إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ( 35 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا أن يؤذن لكم ) : هو في موضع الحال ؛ أي لا تدخلوا إلا مأذونا لكم .
و ( إلى ) : تتعلق بيؤذن ؛ لأن معناها تدعون .
و ( غير ) : بالنصب على الحال من الفاعل في " تدخلوا " أو من المجرور في " لكم " .
ويقرأ بالجر على الصفة للطعام ، وهذا عند البصريين خطأ ؛ لأنه جرى على غير ما هو له ؛ فيجب أن يبرز ضمير الفاعل ، فيكون غير ناظرين أنتم .
قوله تعالى : ( ولا مستأنسين ) : هو معطوف على ناظرين .
قال تعالى : ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ( 59 ) ) .
قوله تعالى : ( يدنين ) : هو مثل قوله تعالى : ( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ) [ إبراهيم : 31 ] في إبراهيم .
قال تعالى : ( لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة ( 60 ) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ( 61 ) ) .
قوله تعالى : ( ملعونين ) : هو حال من الفاعل في " يجاورونك " ولا يجوز أن يكون حالا مما بعد " أين " لأنها شرط ، وما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله .
قال تعالى : ( سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ( 62 ) ) .
قوله تعالى : ( سنة الله ) : هو منصوب على المصدر ؛ أي سن ذلك سنة .
قال تعالى : ( وأطعنا الرسولا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله ( 66 ) ) .
[ ص: 325 ] ( يوم تقلب وجوههم ) : يجوز أن يكون ظرفا لـ " لا يجدون " ولنصيرا ، أو لـ " يقولون " .
و " يقولون " على الوجهين الأولين : حال من الوجوه ؛ لأن المراد أصحابها ؛ ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور ، لأنه مضاف إليه .
ويقرأ " تقلب " - يعني السعير - وجوههم بالنصب .
قال تعالى : ( فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ( 72 ) ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ( 73 ) ) .
قوله تعالى : ( ليعذب الله ) : اللام تتعلق بحملها . والله أعلم .