الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن أسلمت إلى رجل في طعام ، أيصلح لي أن أبيعه قبل أن أقبضه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا يصلح عند مالك أن تبيعه قبل أن تقبضه ، إلا أنه لا بأس بأن توليه أو تقيل صاحب الطعام أو تشرك فيه وتقبض رأس المال ، قبل أن تفارق الذي وليته أو أقلته أو أشركته في ذلك .

                                                                                                                                                                                      قلت : إذا جوزت لي التولية والشركة والإقالة في ذلك ، فلا بأس أن أؤخره برأس المال ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ; لأنك إذا أخرته برأس المال دخله بيع الطعام قبل استيفائه ; لأنه قد صار في التأخير معروفا . فإذا دخله المعروف فليس هذا بتولية ولا إقالة ولا شركة ، وإنما التولية والإقالة والشركة أن يأخذ منه مثل رأس ماله بغير معروف يصطنعه ، ويدخله أيضا عند مالك بيع الطعام قبل أن يستوفى ; لأنه إذا أخره برأس المال وقبض المشتري الطعام فهذا بيع الطعام قبل أن يستوفى .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية