الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت أرأيت الآبق إذا أصابه الرجل في المصر أو خارجا من المصر ، أفيه جعل عند مالك أم لا ؟ قال : سألنا مالكا عن الآبق إذا وجده الرجل فأخذه فطلب جعله ، أترى فيه جعلا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : أما من كان ذلك شأنه وطلبه وهو عمله فأرى أن يجعل له جعل .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : وعندنا قوم شأنهم هذا ، وفي هذا منافع للناس . وأما من لم يكن ذلك شأنه وإنما وجده فأخذه فإنما له فيه نفقته ولا جعل له .

                                                                                                                                                                                      قلت : هل كان مالك يوقت في الجعل شيئا ؟ قال : ما سمعت أنه وقت فيه شيئا ، وأرى أن يعطي على قدر بعد الموضع الذي أخذه فيه بالاجتهاد .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كان رجلا هذا شأنه يطلب الإباق والدواب الضوال والأمتعات ويردها على أربابها ، أيكون له في قول مالك شيء ؟ قال : لم أسمعه من مالك ، وينبغي أن يكون له جعله لأن في ذلك منافع للناس . قال : ولم يوقت لنا مالك في الآبق شيئا في المصر أو خارجا من المصر إلا أنه قال لنا ما أخبرتك .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : سألنا مالكا عن هذه السفن التي تنكسر في البحر ، فيلقي البحر [ ص: 459 ] متاعهم فيأخذه بعض الناس ، ثم يأتي بعد ذلك أصحاب المتاع ؟

                                                                                                                                                                                      قال مالك يأخذون متاعهم ولا شيء لها ولا الذين أصابوه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية