الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في رجل أوصى لرجل وصية ثم أوصى بها لآخر قلت : أرأيت إن قال : داري لفلان ، ثم قال بعد ذلك : داري لفلان ، لرجل آخر . [ ص: 375 ] والدار التي أوصى بها هي دار واحدة ، أيكون قوله الآخر نقضا لقوله الأول إذا قال داري أو دابتي أو ثوبي لفلان ، ثم قال بعد ذلك لدابته - تلك بعينها - دابتي لفلان لرجل آخر ، أو قال في ثوبه ذلك ثوبي لفلان يريد رجلا آخر ، أتكون وصيته الآخرة نقضا لوصيته الأولى في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : الذي سمعت من قول مالك وبلغني عنه ، أنه بينهما نصفين . ومما يبين لك قول مالك هذا ، أن الذي يقول ثلث مالي لفلان ثم يقول بعد ذلك جميع مالي لفلان ، أنهما يتحاصان في الثلث على أربعة أجزاء ، فهذا يدلك على مسألتك . ألا ترى أنه حين قال ثلث مالي لفلان ، ثم قال بعد ذلك جميع مالي لفلان ، لم يكن قوله هذا مالي لفلان نقضا للوصية الأولى حين قال ثلث مالي لفلان .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية