الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن رجلا أتى إلى قاض بكتاب من قاض : أنه قد شهد عندي قوم أن فلانا صاحب كتابي إليك قد هرب منه عبد ، صفته كذا وكذا ، فوصفه وجلاه ، وعند القاضي عبد آبق محبوس على هذه الصفة التي كتب بها القاضي إليه ، أترى أن يقبل كتاب القاضي وشهادة الشهود الذين شهدوا فيه على الصفة التي كتب بها القاضي إليه يدفع العبد إليه أم لا ؟ قال : أرى أن يقبل الكتاب والبينة التي فيه ويدفع العبد إليه قلت : وترى للقاضي الأول أن يقبل منه البينة على الصفة ويكتب بها إلى قاض آخر ؟ قال : نعم . قلت : [ ص: 463 ] أتحفظ شيئا من هذا عن مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، إلا أن مالكا قال لنا في الأمتعات التي تسرق بمكة : إن أتى رجل فاعترف المتاع ولم تكن له بينة ووصف المتاع استأنى الإمام به . فإن جاء من يطلبه وإلا دفعه إليه ، فكذلك العبد الذي أقام البينة على صفته بل هو أحرى أن يدفع إليه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية