الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      اختلاف الشفيع والمشتري في صفة عرض ثمن شقص قلت : أرأيت إن اشتريت شقصا من دار بعرض من العروض ، فمضى لذلك زمان والعرض قائم بعينه عند بائع الدار أو مستهلك ، فاختلف الشفيع والمشتري في قيمة العرض ، أينظر إلى قيمة العرض إن كان قائما بعينه اليوم أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إنما ينظر عند مالك إلى قيمته يوم وقع الشراء ولا ينظر إلى قيمته اليوم . قلت : فإن كان مستهلكا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : فالقول قول المشتري مع يمينه . قلت : فإن أتى بما لا يشبه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمعه من مالك ، ولكن رأيي أنه مثل البيوع ، أنه إن أتى بما لا يشبه لم يقبل قوله وكان القول قول الشفيع إذا أتى بما يشبه ، فإن أتى أيضا بما لا يشبه ، قيل للذي استهلكه وهو [ ص: 233 ] المشتري : صف العرض ويحلف على الصفة ، ثم يقوم على صفته بعد يمينه ثم يقال للشفيع : خذ أو اترك . قلت : فإن نكل عن اليمين المشتري على الصفة التي وصف ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يقال للشفيع : صف واحلف ، فإذا وصف وحلف أخذها بقيمة تلك الصفة وهذا مثل البيوع .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية