الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن ادعى في دار فصولح على دراهم ولم يسم الدعوى كم هي قلت : أرأيت إن ادعيت في دار دعوى ، فصالحني الذي ادعيت في داره هذه الدعوى على مائة درهم فدفعها إلي ولم أسم دعواي ما هي لا ثلثا ولا ربعا لا نصفا ، أيجوز هذا الصلح وتكون في الدار الشفعة أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا يجوز هذا الصلح ; لأن مالكا قد جعل الصلح بمنزلة البيع ، فلا يجوز فيه لمجهول كما لا يجوز في البيع المجهول إذا كان يعرف ما يدعي من الدار ، فلا بد من أن يسميه ثم يصطلحان بعد تسمية ذلك على ما أحبا ، فإن لم يفعلا فالصلح فاسد ولا شفعة فيه ; لأنه غير جائز إلا أن يكونا لا يعرفان ذلك فيجوز الصلح . قال : ولقد سألت مالكا عن الرجل يهلك ويترك دورا ورقيقا وماشية وغير ذلك من العروض ، فيريد ورثته أن يصالحوا المرأة على ميراثها من ذلك .

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : إن كان ما ترك الميت قد عرفته المرأة وعرفه الورثة فلا بأس بذلك ، وإن كان مجهولا لا يعرف فالصلح فيه غير جائز ، وإنما هو بمنزلة البيع ، ولا يجوز في الصلح من هذا الوجه إلا ما يجوز في البيع .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية