قلت : أرأيت لو أن قال : لا يكون هذا إحياء . قلت : فإن قوما أتوا أرضا من أرض البرية فنزلوا فجعلوا يرعون ما حولهم ، أيكون هذا إحياء ؟ قال : لا أرى أن يكون هذا إحياؤهم أحق بمائهم حتى يرووا ، ثم يكون فضلة للناس وهم والناس في المرعى سواء . ألا ترى أنه قد جاء في الحديث أنه { حفروا بئرا لماشيتهم ، أيكون هذا إحياء لمراعيهم ؟ } . فالكلأ لا يمنعه إلا رجل له أرض قد عرفت له ، فهذا الذي يمنع كلأها ويبيع كلأها إذا احتاج إليه فيما سمعت من لا يمنع فضل ماء ليمنع به الكلأ . وأما ما ذكرت ، فلا يكون [ ص: 474 ] إحياء ، ولكنهم أولى ببئرهم ، وليس لهم أن يبيعوها ولا يمنعوا فضل مائها . مالك