الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4484 282 - حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام بن يوسف ، أن ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني القاسم بن أبي بزة ، أنه سأل سعيد بن جبير : هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة ؟ فقرأت عليه ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق فقال سعيد : قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي ، فقال : هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وابن جريج عبد الملك ، والقاسم بن بزة بفتح الباء وتشديد الزاي ، واسم أبي بزة نافع بن يسار ، ويقال : يسار اسم أبي بزة ، ويقال : أبو بزة جد القاسم لا أبوه ، وهو مكي تابعي ثقة ، وهو والد جد البزي المقري وهو أحمد بن عبد الله بن القاسم ، وليس للقاسم في البخاري إلا هذا الحديث الواحد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فقال سعيد " أي : سعيد بن جبير . قوله : " في سورة النساء " هي قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وليس فيها استثناء التائب بخلاف هذه الآية ، إذ قال الله تعالى فيها إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فإن قيل : كيف قال ابن عباس لا توبة للقاتل ، وقال الله عز وجل وتوبوا إلى الله جميعا وقال : ( إن الله يقبل التوبة عن عباده ) وأجمع الأئمة على وجوب التوبة ؟ أجيب بأن ذلك محمول فيه على الاقتداء بسنة الله في التغليظ والتشديد ، وإلا فكل ذنب قابل للتوبة ، وناهيك بمحو الشرك دليلا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية