الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4496 267 - حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا سفيان ، حدثنا منصور والأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، قال : بينما رجل يحدث في كندة فقال : يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب ، فجلس فقال : من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم ، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان ، فجاءه أبو سفيان فقال : يا محمد ، جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله ، فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله عائدون أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر و لزاما يوم بدر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا الحديث بعين هذا الإسناد قد مر في كتاب الاستسقاء في باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط ، ولكن في متنهما بعض تفاوت بالزيادة والنقصان ، وسفيان : هو الثوري ، ومنصور : هو ابن المعتمر ، والأعمش : هو سليمان ، وأبو الضحى : مسلم بن صبيح الكوفي العطار ، ومسروق : هو ابن الأجدع . روى الحديث عن عبد الله بن مسعود ، وقد مر الكلام فيه هناك ، قوله : " في كندة " بكسر الكاف وسكون النون . قال الكرماني : موضع بالكوفة ، قلت : يحتمل أن يكون حديث الرجل بين قوم هم من كندة القبيلة ، قوله : " فأتيت ابن مسعود " ، فيه حذف ، أي : فأتيت ابن مسعود وأخبرته بخبر الرجل وكان متكئا فغضب من ذلك فجلس ، قوله : " فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم " وقال الكرماني : كيف يكون لا أعلم من العلم ؟ قلت : تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم ، وهو المناسب لما قيل ، لا أدري نصف العلم ، وأما مناسبة الآية له فلأن القول فيما لا يعلم قسم [ ص: 111 ] من التكلف . قوله : " سنة " بفتح السين ، أي : قحط . قوله : " البطشة الكبرى " إلى آخره ، أريد بالبطشة القتل يوم بدر وباللزام الأسر فيه أيضا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية