الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في قوله عز وجل : عسى ربه أي رب النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا إخبار عن القدرة وتخويف لهم ، لا أن في الوجود [ ص: 254 ] من هو خير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال الزمخشري : فإن قلت : كيف يكون المبدلات خيرا منهن ، ولم يكن على وجه الأرض نساء خيرا من أمهات المؤمنين ؟ قلت : إذا طلقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعصيانهن له وإيذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة ، وكان غيرهن من الموصوفات بالأوصاف المذكورة مع الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والنزول على رضاه وهواه خيرا منهن . قوله : مسلمات مؤمنات " مقرات مخلصات قانتات " : داعيات مصليات تائبات " : من الذنوب ، راجعات إلى الله تعالى ورسوله تاركات لمحبة أنفسهن عابدات " : كثيرات العبادة لله تعالى . وقيل : متذللات لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالطاعة ، ومنه أخذ اسم العبد لتذلله سائحات " يسحن معه حيثما ساح . وقيل : صائمات ، وقرئ : سيحات ، وهي أبلغ . وقيل للصائم : سائح ; لأن السائح لا زاد معه ، فلا يزال ممسكا إلى أن يجد ما يطعمه ، فشبه به الصائم في إمساكه إلى أن يجيء وقت إفطاره . وقيل : سائحات مهاجرات ، وعن زيد بن أسلم : لم يكن في هذه الأمة سياحة إلا الهجرة . قوله : ثيبات " جمع ثيب ، والأبكار : جمع بكر ، فإن قلت : وإنما أخليت الصفات كلها عن العاطف ، ووسط بين الثيبات والأبكار . قلت : لأنهما صفتان متنافيتان لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات ، فلم يكن بد من الواو .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية