الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في قوله عز وجل تجري بأعيننا إلى آخره . وقبله وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا أي حملنا نوحا عليه الصلاة والسلام . قوله : على ذات ألواح أي على سفينة ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا ، أي بمرأى منا ، وعن مقاتل بن حيان بحفظنا ، وعن مقاتل بن سليمان بوحينا ، وعن سفيان بأمرنا . قوله : " جزاء " مفعول له لما قدم من فتح أبواب السماء وما بعده ، أي فعلنا ذلك جزاء لمن كان كفر ، أي جحد ، وهو نوح عليه السلام وجعله مكفورا لأن النبي نعمة الله ورحمته ، فكان نوح عليه الصلاة والسلام نعمة مكفورة ، وقال الفراء : جزاء بكفرهم . قوله ولقد تركناها أي السفينة آية ، أي عبرة حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة ، وكم من سفينة بعدها صارت رمادا ، وعن قتادة : ألقاها الله تعالى بأرض الجزيرة . وقيل : على الجودي دهرا طويلا حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة . قوله فهل من مدكر معتبر متعظ وخائف مثل عقوبتهم فكيف كان استفهام تعظيم لما مضى ، وتخويف لمن لا يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم . قوله ونذر أي إنذاري .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية