الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4578 [ ص: 201 ] 353 - حدثنا مسلم ، حدثنا أبو الأشهب ، حدثنا أبو الجوزاء ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله اللات والعزى كان اللات رجلا يلت سويق الحاج .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ومسلم هو ابن إبراهيم ، وفي بعض النسخ إبراهيم مذكور ، وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيان العطاردي البصري ، وأبو الجوزاء بالجيم المفتوحة وسكون الواو ، وبالزاي والمد ، اسمه : أوس بن عبد الله الربعي بفتح الراء والباء الموحدة ، وبالعين المهملة الأزدي البصري ، قتل عام الجماجم سنة ثلاث وثمانين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عن ابن عباس في قوله " لفظ " في قوله " سقط لغير أبي ذر ، وأراد أبو الجوزاء أن ابن عباس قال في قوله تعالى : أفرأيتم اللات والعزى كان اللات رجلا يلت سويق الحاج ، وهذا موقوف على ابن عباس ، وقال الزجاج : قرئ اللات بتشديد التاء ، زعموا أن رجلا كان يلت السويق ويبيعه عند ذلك الصنم ، فسمي الصنم اللات بتشديد التاء ، والأكثر بتخفيف التاء ، وكان الكسائي يقف عليها بالهاء : اله ، وهذا قياس ، والأجود في هذا اتباع المصحف ، والوقف عليها بالتاء ، وفي غرر التبيان : اللات فعلة من لوى ; لأنهم كانوا يلوون عليها ، أي : يطوفون ، وزعم السهيلي أن أصل هذا الرجل يعني في قول ابن عباس : كان اللات رجلا كان يلت السويق للحاج إذا قدموا ، وكانت العرب تعظم هذا الرجل بإطعامه الناس في كل موسم ، ويقال : إنه عمرو بن لحي ، قال : ويقال هو ربيعة بن حارثة ، وهو والد خزاعة ، وعمر عمرا طويلا ، فلما مات اتخذوا مقعده الذي كان يلت فيه السويق منسكا ، ثم سنح الأمر بهم إلى أن عبدوا تلك الصخرة التي كان يقعد عليها ، ومثلوها صنما ، وسموها اللات اشتق لها من اللات أعني لت السويق وكانت بالطائف . وقيل : في طريقه . وقيل : كانت بمكة ، وقال قتادة : كانت بنخلة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية