الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4535 308 - ( حدثني الحسن حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا عبد الرحيم عن زكرياء ابن أبي زائدة ، عن عامر ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة ، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش ، فلا أدري أكذلك كان أم بعد النفخة ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله بعد النفخة الآخرة ، والحسن كذا وقع غير منسوب في جميع الروايات ، ذكر في كتاب ( رجال الصحيحين ) كان سهل بن السري الحافظ يقول : إن الحسن بن شجاع أبو علي الحافظ البلخي فإن كان هو فإنه مات يوم الاثنين النصف من شوال سنة أربع وأربعين ومائتين ، وهو ابن تسع وأربعين ، قلت : فعلى هذا هو أصغر من البخاري ، ومات قبله ، وكان سهل بن السري أيضا يقول : إنه الحسن بن محمد الزعفراني عندي ، قلت : الحسن بن محمد بن الصباح ، أبو علي الزعفراني ، روى عنه البخاري في غير موضع ، مات يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة ستين ومائتين ، ووقع في كتاب البرقاني : أن البخاري قال هذا في حديث حدثنا الحسين بضم أوله مصغرا ، ونقل عن الحاكم أنه الحسين بن محمد القباني وإسماعيل بن خليل أبو عبد الله الخزاز الكوفي ، وهو من مشايخ البخاري ومسلم أيضا ، وقال البخاري : جاءنا نعيه سنة خمسة وعشرين ومائتين ، وعبد الرحيم هو ابن سليمان أبو علي الرازي ، سكن الكوفة ، وزكرياء ابن أبي زائدة بن ميمون الهمداني الأعمى ، الكوفي ، أبو يحيى ، واسم أبي زائدة خالد ، ويقال : هبيرة ، مات سنة تسع وأربعين ومائة ، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى مطولا في أول باب الإشخاص ، ومضى أيضا في أحاديث الأنبياء - عليهم السلام - في باب وفاة موسى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بعد النفخة الآخرة " وهي نفخة الإحياء ، والنفخة الأولى نفخة الإماتة ، قوله : " فلا أدري أكذلك كان " أي أنه لم يمت عند النفخة الأولى واكتفى بصعقة الطور ، أم أحيي بعد النفخة الثانية قبلي وتعلق بالعرش ، هكذا فسره الكرماني ، والتحقيق في هذا الموضع [ ص: 146 ] أن يقال : إن حديث أبي هريرة الذي مضى في الإشخاص أن الناس يصعقون يوم القيامة ، فيصعق معهم النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - فيكون النبي أول من يفيق ، فإذا أفاق يرى موسى - عليه السلام - متعلقا بالعرش ، ولا يدرى أنه كان فيمن صعق فأفاق قبله - صلى الله عليه وسلم - أو كان ممن استثنى الله - عز وجل - وهذا الذي ذكرناه مضمون ذلك الحديث الذي أخرجه في الإشخاص وفي أحاديث الأنبياء - عليهم السلام .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية