الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  والعصف بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك فذلك العصف والريحان ورقه والحب [ ص: 212 ] الذي يؤكل منه ، والريحان في كلام العرب الرزق ، وقال بعضهم : والعصف يريد المأكول من الحب والريحان النضيج الذي لم يؤكل ، وقال غيره : العصف ورق الحنطة ، وقال الضحاك : العصف التبن ، وقال أبو مالك : العصف أول ما ينبت تسميه النبط هبورا ، وقال مجاهد : العصف ورق الحنطة والريحان الرزق .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار بهذا إلى قوله تعالى : والحب ذو العصف والريحان وقال : العصف بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك ، أي الزرع ، فذلك هو العصف ، كذا نقل عن الفراء ، وعن ابن كيسان : العصف ورق كل شيء خرج منه الحب يبدو أولا ورقا ، ثم يكون سوقا ، ثم يحدث الله تعالى فيه أكماما ، ثم يحدث في الأكمام الحب ، وعن ابن عباس : ورق الزرع الأخضر إذا قطعت رؤوسه ويبس هو العصف . قوله والريحان ورقه ، أي ورق الحب ، وفي بعض النسخ : رزقه بالراء ثم الزاي ، ونقل الثعلبي ، عن مجاهد : الريحان الرزق ، وعن مقاتل بن حيان الريحان الرزق بلغة حمير ، وعن ابن عباس الريحان الريع ، وعن الضحاك : هو الطعام فالعصف هو التين والريحان ثمرته ، وعن الحسن وابن زيد هو ريحانكم هذا الذي تشمونه ، وعن ابن عباس : هو خضرة الزرع . قوله : " والحب الذي يؤكل منه " ، أي من الزرع ، قوله : والريحان " في كلام العرب الرزق بالراء والزاي ، تقول العرب : خرجنا نطلب ريحان الله ، أي رزقه . قوله : " وقال بعضهم : والعصف يريد المأكول من الحب " أراد بالبعض الفراء ; فإنه قال : العصف المأكول من الحب والريحان النضيج الذي لم يؤكل ، النضيج فعيل بمعنى المنضوج ، يقال : نضج التمر واللحم نضجا ونضجا ، أي أدرك ، فهو نضيج وناضج ، وأنضجته أنا . قوله : " وقال غيره " كذا في رواية أبي ذر ، وفي رواية غيره : وقال مجاهد : العصف ورق الحنطة ، كذا رواه ابن أبي نجيح عنه . قوله : " وقال الضحاك العصف التبن " كذا ذكره في تفسيره من رواية جويبر عنه . قوله : " وقال أبو مالك : لا يعرف اسمه قاله أبو زرعة " ، وقال غيره : اسمه غزوان وليس له في البخاري غيره ، وهو كوفي تابعي ثقة . قوله : " النبط " بفتح النون والباء الموحدة وبالطاء المهملة ، وهم أهل الفلاحة من الأعاجم ينزلون بالبطائح بين العراقين . قوله : " هبورا " بفتح الهاء وضم الباء الموحدة المخففة وسكون الواو بعدها راء ، وهو دقاق الزرع بالنبطية ، وقد قال ابن عباس في قوله تعالى كعصف مأكول هو الهبور وقول أبي مالك : رواه يحيى بن عبد الحميد ، عن ابن المبارك ، عن إسماعيل بن أبي خالد عنه ، قوله : وقال : مجاهد إلى آخره ، رواه عبد بن حميد ، عن شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية