الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4483 281 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن سفيان ، قال : حدثني منصور وسليمان عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، عن عبد الله ، قال : وحدثني واصل عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال : سألت - أو سئل - رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند الله أكبر ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك . قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك . قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزاني بحليلة جارك . قال : ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وسفيان هو الثوري ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وسليمان هو الأعمش ، وأبو وائل شقيق بن سلمة ، وأبو ميسرة ضد الميمنة عمرو بن شرحبيل الهمداني ، وعبد الله هو ابن مسعود ، وواصل هو ابن حيان بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف من الحياة أو من الحين منصرفا وغير منصرف الكوفي .

                                                                                                                                                                                  والحديث [ ص: 96 ] مضى في أوائل تفسير سورة البقرة ، فإنه أخرجه هناك عن عثمان بن أبي شيبة " حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم ... " ، فذكره مختصرا ، وقال : " أعظم " بدل " أكبر " . قوله : " قال وحدثني واصل " القائل هو سفيان الثوري ، والحاصل أن الحديث عند سفيان عن ثلاثة أنفس ، أما اثنان منهما فأدخلا فيه بين أبي وائل وعبد الله أبا ميسرة ، وأما الثالث وهو واصل فأسقطه ، وقد رواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الثلاثة عن أبي وائل عن أبي ميسرة عن عبد الله ، فعدوه وهما ، والصواب إسقاط أبي ميسرة من رواية واصل ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " سألت أو سئل " شك من الراوي ، وفي رواية " قلت يا رسول الله " . قوله : " أكبر " وفي رواية مسلم " أعظم " . قوله : " ندا " بكسر النون وتشديد الدال ، أي : نظيرا . قوله : " خشية أن يطعم معك " أي : لأجل خشية إطعامه معك ، فإن قيل : لو لم يقيد بها لكان الحكم كذلك . وأجيب بأن لا اعتبار لهذا المفهوم لأن شرطه أن لا يخرج الكلام مخرج الغالب ، وكانت عادتهم قتل الأولاد لخشيتهم ذلك . قوله : " بحليلة جارك " أي : بامرأته ، والحليلة على وزن فعيلة ، إما من الحل لأنها تحل له وإما من الحلول لأنها تحل معه ويحل معها ، فإن قلت : القتل والزنا في الآية مطلقان ، وفي الحديث مقيدان . قلت : لأنهما بالقيد أعظم وأفحش ، ولا مانع من الاستدلال لذلك بالآية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية