الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  يقال : الناخرة ، والنخرة سواء مثل الطامع ، والطمع ، والباخل ، والبخل ، وقال بعضهم : النخرة البالية ، والناخرة العظم المجوف الذي تمر فيه الريح ، فينخر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى : أإذا كنا عظاما نخرة قوله : " سواء " ليس كذلك ; لأن الناخرة اسم فاعل ، والنخرة صفة مشبهة ، وإن كان مراده سواء في أصل المعنى ، فلا بأس به . قوله : " مثل الطامع ، والطمع " بكسر الميم على وزن فعل بكسر العين ، والباخل ، والبخل على وزن فعل بكسر العين أيضا ، وفي التمثيل بهما نظر من وجهين أحدهما : ما أشرنا إليه الآن ، والآخر التفاوت بينهما في التذكير ، والتأنيث ، ولو قال : مثل صانعة وصنعة ونحو ذلك لكان أصوب ، ووقع في رواية الكشميهني الناحل ، والنحل بالنون ، والحاء المهملة فيهما ، وقال بعضهم بالباء الموحدة ، والخاء المعجمة هو الصواب، قلت : لم يبين جهة الصواب لا يستعمل إلا في مقابلة الخطأ ، والذي وقع بالنون ، والحاء المهملة ليس بخطأ حتى يكون الذي ذكره صوابا . قوله : " وقال بعضهم " الظاهر أن المراد به هو ابن الكلبي ، فإنه قال : يعني : النخرة البالية إلى آخره ، فينخر ، أي يصوت ، وهذا قد فرق بينهما في المعنى أيضا ، وقرأ أهل الكوفة إلا حفصا ناخرة بالألف ، والباقون نخرة بلا ألف ، وذكر أن عمر بن الخطاب ، وابن مسعود ، وعبد الله بن عباس ، وابن الزبير ، ومحمد بن كعب ، وعكرمة ، وإبراهيم كانوا يقرؤون عظاما ناخرة بالألف ، وقال الفراء : ناخرة بالألف أجود الوجهين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية