قال تعالى : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا ( 35 ) ) .
قوله تعالى : ( آمنا ) : مفعول ثان ، و " البلد " وصف المفعول الأول .
و ( اجنبني ) : يقال : جنبته وأجنبته وجنبته .
وقد قرئ بقطع الهمزة وكسر النون .
[ ص: 88 ] ( أن نعبد ) : أي عن أن نعبد ، وقد ذكر الخلاف في موضعه من الإعراب مرارا .
قال تعالى : ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ( 36 ) ) .
قوله تعالى : ( ومن عصاني ) : شرط في موضع رفع ، وجواب الشرط : " فإنك غفور رحيم " والعائد محذوف ; أي له ، وقد ذكر مثله في يوسف .
قال تعالى : ( ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ( 37 ) ) .
قوله تعالى : ( من ذريتي ) : المفعول محذوف ; أي ذرية من ذريتي ، ويخرج على قول الأخفش أن تكون " من " زائدة .
( عند بيتك ) : يجوز أن يكون صفة لـ " واد " وأن يكون بدلا منه . ( ليقيموا ) : اللام متعلقة بأسكنت . و ( تهوي ) : مفعول ثان لاجعل .
ويقرأ بكسر الواو ، وماضيه هوي ومصدره الهوى . ويقرأ بفتح الواو وبالألف بعدها ، وماضيه هوي يهوى هوى ، والمعنيان متقاربان ، إلا أن هوى يتعدى بنفسه وهوي يتعدى بإلى ، إلا أن القراءة الثانية عديت بإلى حملا على تميل .
قال تعالى : ( إن ربي لسميع الدعاء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ( 39 ) ) .
قوله تعالى : ( على الكبر ) : حال من الياء في " وهب لي " .
قال تعالى : ( ربنا وتقبل دعاء رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ( 40 ) ) .
قوله تعالى : ( ومن ذريتي ) : هو معطوف على المفعول في " اجعلني " والتقدير : ومن ذريتي مقيم الصلاة .
قال تعالى : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ( 42 ) ) .
قوله تعالى : ( إنما يؤخرهم ) : يقرأ بالنون على التعظيم ، وبالياء لتقدم اسم الله تعالى .
[ ص: 89 ] ( ليوم ) أي لأجل جزاء يوم . وقيل : هي بمعنى إلى .
قال تعالى : ( وأفئدتهم هواء مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ( 44 ) ) .
قوله تعالى : ( مهطعين ) : هو حال من الأبصار ; وإنما جاز ذلك لأن التقدير : تشخص فيه أصحاب الأبصار ; لأنه يقال : شخص زيد بصره ; أو تكون الأبصار دلت على أربابها ، فجعلت الحال من المدلول عليه . ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره : تراهم مهطعين .
( مقنعي رءوسهم ) : الإضافة غير محضة ; لأنه مستقبل أو حال . ( لا يرتد ) : حال من الضمير في مقنعي ، أو بدل من مقنعي ، و ( طرفهم ) : مصدر في الأصل بمعنى الفاعل ; لأنه يقال : ما طرفت عينه ، ولم يبق عين تطرف ، وقد جاء مجموعا . و ( وأفئدتهم هواء ) : جملة في موضع الحال ; أيضا ، فيجوز أن يكون العامل في الحال " يرتد " أو ما قبله من العوامل الصالحة للعمل فيها .
فإن قيل : كيف أفرد " هواء " ، وهو خبر لجمع ؟ . قيل : لما كان معنى هواء هاهنا فارغة متخرفة ، أفرد ، كما يجوز إفراد فارغة ; لأن تاء التأنيث فيها تدل على تأنيث الجمع الذي في " أفئدتهم " ومثله : أحوال صعبة ، وأفعال فاسدة ، ونحو ذلك .
( يوم يأتيهم ) : هو مفعول ثان لأنذر ; والتقدير : وأنذرهم عذاب يوم ; ولا يجوز أن يكون ظرفا ; لأن الإنذار لا يكون في ذلك اليوم .
قال تعالى : ( وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ( 45 ) ) .
قوله تعالى : ( وتبين لكم ) : فاعله مضمر دل عليه الكلام ; أي تبين لكم حالهم .
و ( كيف ) : في موضع نصب بـ " فعلنا " ولا يجوز أن يكون فاعل " تبين " لأمرين ; أحدهما : أن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله . والثاني : أن كيف لا تكون إلا خبرا ، أو ظرفا أو حالا على اختلافهم في ذلك .