قال تعالى : ( وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ( 111 ) ) .
قوله تعالى : ( يوم تأتي ) : يجوز أن يكون ظرفا لرحيم . وأن يكون مفعولا به ; أي اذكر .
قال تعالى : ( يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ( 112 ) ) .
قوله تعالى : ( قرية ) : مثل قوله : ( مثلا عبدا ) : [ النحل : 75 ] .
( والخوف ) بالجر : عطفا على الجوع ، وبالنصب عطفا على لباس . وقيل : هو معطوف على موضع الجوع ; لأن التقدير : أن ألبسهم الجوع والخوف .
قال تعالى : ( لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ( 166 ) ) .
قوله تعالى : ( ألسنتكم الكذب ) : يقرأ بفتح الكاف والباء وكسر الذال ، وهو منصوب بتصف . وما مصدرية . وقيل : هي بمعنى الذي والعائد محذوف ، والكذب بدل منه .
وقيل : هو منصوب بإضمار أعني . ويقرأ بضم الكاف والذال وفتح الباء ، وهو جمع كذاب بالتخفيف ، مثل كتاب وكتب . وهو مصدر . وهي في معنى القراءة الأولى .
ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الباء على النعت للألسنة ; وهو جمع كاذب ، أو كذوب .
ويقرأ بفتح الكاف وكسر الذال والباء ، على البدل من " ما " سواء جعلتها مصدرية ، أو بمعنى الذي .
قال تعالى : ( متاع قليل ولهم عذاب أليم ( 117 ) ) .
قوله تعالى : ( متاع قليل ) : أي بقاؤهم متاع ، ونحو ذلك .
[ ص: 119 ] قال تعالى : ( شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ( 121 ) ) .
قوله تعالى : ( اجتباه ) : يجوز أن يكون حالا ، " وقد " معه مرادة ، وأن يكون خبرا ثانيا لإن ، وأن يكون مستأنفا .
( لأنعمه ) : يجوز أن تتعلق اللام بـ " شاكرا " وأن تتعلق بـ " اجتباه " .
قال تعالى : ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ( 126 ) ) .
قوله تعالى : ( وإن عاقبتم ) : الجمهور على الألف والتخفيف فيهما .
ويقرأ بالتشديد من غير ألف فيهما : أي تتبعتم .
( بمثل ما ) : الباء زائدة . وقيل : ليست زائدة ، والتقدير : بسبب مماثل لما عوقبتم .
( لهو خير ) : الضمير للصبر ; أو للعفو ; وقد دل على المصدرين الكلام المتقدم .
قال تعالى : ( ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون واصبر وما صبرك إلا بالله ( 127 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا بالله ) : أي بعون الله ، أو بتوفيقه .
( عليهم ) : أي على كفرهم . وقيل : الضمير يرجع على الشهداء ; أي لا تحزن عليهم فقد فازوا .
( في ضيق ) : يقرأ بفتح الضاد ; وفيه وجهان ; أحدهما : هو مصدر ضاق مثل سار سيرا . والثاني : هو مخفف من الضيق ; أي في أمر ضيق ، مثل سيد وميت .
ويقرأ بكسر الضاد ، وهو لغة في المصدر ، والله أعلم .
( مما يمكرون ) : أي من أجل ما يمكرون .