قال تعالى : ( كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض ( 30 ) ) .
قوله تعالى : ( أولم ) : يقرأ بالواو وبحذفها ، وقد ذكر نظيره في البقرة عند قوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الله ) .
( كانتا ) : الضمير يعود على الجنسين .
و ( رتقا ) : بسكون التاء ; أي ذاتي رتق ، أو مرتوقتين ، كالخلق بمعنى المخلوق .
ويقرأ بفتحها ، وهو بمعنى المرتوق ، كالقبض والنقض .
[ ص: 204 ] ( وجعلنا ) أي وخلقنا ، والمفعول " كل شيء " ، و " حي " صفة ، و " من " لابتداء الغاية .
ويجوز أن يكون صفة لكل تقدم عليه فصار حالا . ويجوز أن يكون جعل بمعنى : صير ; فيكون " من الماء " مفعولا ثانيا .
ويقرأ " حيا " على أن يكون صفة لـ " كل " ، أو مفعولا ثانيا .
قال تعالى : ( أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا في الأرض رواسي ( 31 ) ) .
قوله تعالى : ( أن تميد ) : أي مخافة أن تميد ، أو لئلا تميد .
و ( فجاجا ) : حال من " سبلا " . وقيل : سبلا بدل ; أي سبلا " فجاجا " كما جاء في الآية الأخرى .
قال تعالى : ( كل في فلك يسبحون وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر ( 33 ) ) .
قوله تعالى : ( كل ) : أي كل واحد منهما أو منها ، ويعود إلى الليل والنهار والشمس والقمر .
و ( يسبحون ) : خبر " كل " على المعنى ; لأن كل واحد منها إذا سبح فكلها تسبح .
وقيل : " يسبحون " على هذا الوجه حال ، والخبر : " في فلك " .
وقيل : التقدير : كلها ، والخبر : " يسبحون " ، وأتى بضمير الجمع على معنى " كل " ، وذكره كضمير من يعقل لأنه وصفها بالسباحة ، وهي من صفات من يعقل .
قال تعالى : ( أفإن مت فهم الخالدون وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ( 34 ) ) .
قوله تعالى : ( أفإن مت ) : قد ذكر في قوله تعالى : ( وما محمد إلا رسول ) [ آل عمران : 144 ] .
قال تعالى : ( وإلينا ترجعون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة ( 35 ) ) قوله تعالى : ( فتنة ) : مصدر مفعول له ; أو في موضع الحال ; أي فاتنين ، أو على المصدر بمعنى نبلوكم ; أي نفتنكم بهما فتنة .
[ ص: 205 ] قال تعالى : ( أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا ( 36 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا هزوا ) : أي مهزوا به ، وهو مفعول ثان ، وأعاد ذكرهم توكيدا .
قال تعالى : ( خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون ( 37 ) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( 38 ) لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون ( 39 ) بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون ( 40 ) ) قوله تعالى : ( من عجل ) : في موضع نصب بخلق على المجاز ، كما تقول : خلق من طين .
وقيل : هو حال ; أي عجلا . وجواب " لو " محذوف . و " حين " مفعول به لا ظرف ، و " بغتة " : مصدر في موضع الحال .
قال تعالى : ( بل هم عن ذكر ربهم معرضون قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ( 41 ) ) .
قوله تعالى : ( من الرحمن ) : أي من أمر الرحمن ، فهو في موضع نصب بيكلؤكم ، ونظيره : ( يحفظونه من أمر الله ) [ الرعد : 11 ] .
قال تعالى : ( لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا ( 43 ) ) .
قوله تعالى : ( لا يستطيعون ) : هو مستأنف .