قال تعالى : ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر ( 44 ) ) .
قوله تعالى : ( ننقصها من أطرافها ) : قد ذكر في الرعد [ الرعد : 41 ] .
قال تعالى : ( ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون قل إنما أنذركم بالوحي ( 45 ) ) .
قوله تعالى : ( ولا يسمع ) : فيه قراءات وجوهها ظاهرة .
و ( إذا ) : منصوبة بيسمع ، أو بالدعاء ; فعلى هذا القول يكون المصدر المعرف بالألف واللام عاملا بنفسه .
[ ص: 206 ] قال تعالى : ( ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ( 46 ) ) .
قوله تعالى : ( من عذاب ) : صفة ل " نفحة " ، أو في موضع نصب بمستهم .
قال تعالى : ( فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ( 47 ) ) .
قوله تعالى : ( القسط ) : إنما أفرد وهو صفة لجمع ; لأنه مصدر وصف به .
وإن شئت قلت : التقدير : ذوات القسط .
( ليوم القيامة ) : أي لأجله . وقيل : هي بمعنى في .
و ( شيئا ) : بمعنى المصدر .
و ( مثقال ) : بالنصب على أنه خبر كان ; أي وإن كان الظلم أو العمل .
ويقرأ بالرفع على أن تكون " كان " تامة .
و ( من خردل ) : صفة لحبة ، أو لـ " مثقال " .
و ( أتينا ) : بالقصر : جئنا . ويقرأ بمعنى جازينا بها ; فهو يقرب من معنى أعطينا ; لأن الجزاء إعطاء ; وليس منقولا من أتينا ; لأن ذلك لم ينقل عنهم .
قال تعالى : ( وضياء وذكرا للمتقين ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ( 48 ) ) .
قوله تعالى : ( وضياء ) : قيل : دخلت الواو على الصفة ، كما تقول : مررت بزيد الكريم والعالم ; فعلى هذا يكون حالا ; أي الفرقان مضيئا . وقيل : هي عاطفة ; أي آتيناه ثلاثة أشياء : الفرقان ، والضياء ، والذكر .
قال تعالى : ( وهم من الساعة مشفقون الذين يخشون ربهم بالغيب ( 49 ) ) .
قوله تعالى : ( الذين يخشون ) : في موضع جر على الصفة ، أو نصب بإضمار أعني .
أو رفع على إضمار " هم " . و " بالغيب " حال .
قال تعالى : ( التي أنتم لها عاكفون إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل ( 52 ) ) .
قوله تعالى : ( إذ قال ) : " إذ " ظرف لعالمين ، أو لرشده ، أو لآتينا . . .
ويجوز أن يكون بدلا من موضع " من قبل " .
[ ص: 207 ] ويجوز أن ينتصب بإضمار أعني ، أو بإضمار اذكر .
( لها عاكفون ) : قيل : اللام بمعنى على ، كقوله : ( لن نبرح عليه عاكفين ) [ طه : 91 ] وقيل : هي على بابها ; إذ المعنى : لها عابدون . وقيل : أفادت معنى الاختصاص .
قال تعالى : ( وأنا على ذلكم من الشاهدين قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن ( 56 ) ) قوله تعالى : ( على ذلكم ) : لا يجوز أن يتعلق " بالشاهدين " لما يلزم من تقديم الصلة على الموصول ، فيكون على التبيين . وقد ذكر في مواضع .
قال تعالى : ( لهم لعلهم إليه يرجعون فجعلهم جذاذا إلا كبيرا ( 58 ) ) .
قوله تعالى : ( جذاذا ) : يقرأ بالضم والفتح والكسر ; وهي لغات . وقيل : الضم على أن واحده جذاذة ; والكسر على أن واحده جذاذة بالكسر ، والفتح على المصدر كالحصاد ; والتقدير : ذوي جذاذ .
ويقرأ بضم الجيم من غير ألف ، وواحده جذة ، كقبة وقبب .
ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الذال الأولى ، وواحده جذيذ . كقليب وقلب .