قال تعالى : ( إنه لمن الظالمين قالوا من فعل هذا بآلهتنا ( 59 ) ) قوله تعالى : ( من فعل هذا ) : يجوز أن يكون " من " استفهاما ; فيكون " إنه " استئنافا .
ويجوز أن يكون بمعنى الذي ; فيكون " إنه " وما بعده الخبر .
قال تعالى : ( قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ( 60 ) ) قوله تعالى : ( يذكرهم ) : مفعول ثان لسمعنا ، ولا يكون ذلك إلا مسموعا ; كقولك : سمعت زيدا يقول كذا ; والمعنى : سمعت قول زيد .
و ( يقال ) : صفة ; ويجوز أن يكون حالا . وفي ارتفاع " إبراهيم " عليه السلام ثلاثة أوجه :
أحدها : هو خبر مبتدأ محذوف ; أي هو ، أو هذا . وقيل : مبتدأ ، والخبر محذوف ; أي إبراهيم فاعل ذلك ، والجملة محكية . والثاني : هو منادى مفرد فضمته بناء . والثالث : هو مفعول ( يقال ) لأن المعنى : يذكر إبراهيم في تسميته فالمراد الاسم لا المسمى . [ ص: 208 ] قال تعالى : ( قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ( 61 ) ) .
قوله تعالى : ( على أعين الناس ) : في موضع الحال ; أي على رؤيتهم ; أي ظاهرا لهم .
قال تعالى : ( قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ( 63 ) ) .
قوله تعالى : ( بل فعله ) : الفاعل " كبيرهم " .
( هذا ) : وصف ، أو بدل . وقيل : الوقف على " فعله " ، والفاعل محذوف ; أي فعله من فعله ; وهذا بعيد ; لأن حذف الفاعل لا يسوغ .
قال تعالى : ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ثم نكسوا على رءوسهم ( 65 ) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ( 66 ) ) .
قوله تعالى : ( على رءوسهم ) : متعلقة بنكسوا . ويجوز أن يكون حالا ، فيتعلق بمحذوف .
( ما هؤلاء ينطقون ) : الجملة تسد مسد مفعولي " علمت " ; كقوله : ( وظنوا ما لهم من محيص ) [ فصلت : 48 ] .
و ( شيئا ) : في موضع المصدر ; أي نفعا .
( أف لكم ) : قد ذكر في سبحان .
قال تعالى : ( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ( 69 ) ) .
قوله تعالى : ( بردا ) : أي ذات برد .
و ( على ) : يتعلق بسلاما ، أو هي صفة له .
قال تعالى : ( وكلا جعلنا صالحين ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة ( 72 ) وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ( 73 ) ) قوله تعالى : ( نافلة ) : حال من يعقوب .
وقيل : هو مصدر ، كالعاقبة والعافية ، والعامل فيه معنى " وهبنا " .
و ( كلا ) : المفعول الأول لـ " جعلنا " .
[ ص: 209 ] و ( وإقام الصلاة ) : الأصل فيه : إقامة ، وهي عوض من حذف إحدى الألفين ، وجعل المضاف إليه بدلا من الهاء .
قال تعالى : ( ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ولوطا آتيناه حكما وعلما ( 74 ) ) .
قوله تعالى : ( ولوطا ) : أي وآتينا لوطا .
و ( آتيناه ) : مفسر للمحذوف ، ومثله : ونوحا وداود وسليمان وأيوب وما بعده من أسماء الأنبياء عليهم السلام .
ويحتمل أن يكون التقدير : واذكر لوطا ; والتقدير : واذكر خبر لوط ; والخبر المحذوف هو العامل في " إذ " . والله أعلم .
قال تعالى : ( إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا ( 77 ) وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ( 78 ) ) .
قوله تعالى : ( ونصرناه ) : أي منعناه من أذاهم .
وقيل : " من " بمعنى على .
و ( إذ نفشت ) : ظرف ليحكمان .
و ( لحكمهم ) يعني الذين اختصموا في الحرث . وقيل : الضمير لهم ، ولداود ، وسليمان . وقيل : هو لداود وسليمان خاصة ، وجمع لأن الاثنين جمع .