قال تعالى : ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ( 15 ) ) .
قوله تعالى : ( إذ تلقونه ) : العامل في " إذ " مسكم ، أو أفضتم .
ويقرأ : تلقونه بضم التاء ، من ألقيت الشيء إذا طرحته . وتلقونه ، بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف وتخفيفها ; أي تسرعون فيه ، وأصله من الولق ; وهو الجنون .
ويقرأ : تقفونه بفتح التاء والقاف وفاء مشددة مفتوحة بعدها ، وأصله تتقفون ; أي تتبعون .
قال تعالى : ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ( 17 ) ) .
قوله تعالى : ( أن تعودوا ) : أي كراهة أن تعودوا ، فهو مفعول له .
وقيل : حذف حرف الجر حملا على معنى يعظكم ; أي يزجركم عن العود .
قال تعالى : ( ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ( 21 ) ) .
قوله تعالى : ( فإنه يأمر ) : الهاء ضمير الشيطان ، أو ضمير من .
و ( زكا ) : يمال حملا على تصرف الفعل ، ومن لم يمل قال : الألف من الواو .
قال تعالى : ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ( 22 ) ) .
قوله تعالى : ( ولا يأتل ) : هو يفتعل ، من أليت ، أي حلفت .
[ ص: 247 ] ويقرأ : يتأل على يتفعل ، وهو من الألية أيضا .
قال تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ( 24 ) ) .
قوله تعالى : ( يوم تشهد ) : العامل في الظرف معنى الاستقرار في قوله تعالى : ( لهم عذاب ) [ النور : 23 ] ولا يعمل عذاب ; لأنه قد وصف .
وقيل : التقدير : اذكر .
وتشهد بالياء والتاء ، وهو ظاهر .
قال تعالى : ( ويعلمون أن الله هو الحق المبين يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ( 25 ) ) .
قوله تعالى : ( يومئذ ) العامل فيه " يوفيهم "
و ( الحق ) بالنصب : صفة للدين ، وبالرفع على الصفة لله ، ولم يحتفل بالفصل . وقد ذكر نظيره في الكهف .
قال تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ( 26 ) ) .
قوله تعالى : ( لهم مغفرة ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون خبرا بعد خبر .
قال تعالى : ( فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة ( 29 ) ) .
قوله تعالى : ( أن تدخلوا ) أي في أن تدخلوا . وقد ذكر .
قال تعالى : ( ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ( 30 ) ) .
قوله تعالى : ( من أبصارهم ) : " من " هاهنا بمعنى التبعيض ; أي لا يلزمه غض البصر بالكلية . وقيل : هي زائدة . وقيل : هي لبيان الجنس ، والله أعلم .