قال تعالى : ( إنها ساءت مستقرا ومقاما ( 66 ) والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ( 67 ) والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ( 68 ) ) .
[ ص: 266 ] قوله تعالى : ( مستقرا ) : هو تمييز ، و " ساءت " بمعنى بئس .
و ( يقتروا ) : بفتح الياء ، وفي التاء وجهان ؛ الكسر ، والضم ؛ وقد قرئ بهما . والماضي ثلاثي ؛ يقال : قتر يقتر ويقتر .
ويقرأ بضم الياء وكسر التاء ، والماضي أقتر ، وهي لغة ، وعليها جاء : ( وعلى المقتر قدره ) [ البقرة : 236 ] .
( وكان بين ذلك ) : أي وكان الإنفاق . و " قواما " الخبر .
ويجوز أن يكون " بين " الخبر ، و " قواما " حالا .
( إلا بالحق ) : في موضع الحال ، والتقدير : إلا مستحقين .
والأثام : اسم مثل السلام والكلام .
قال تعالى : ( يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ( 69 ) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ( 70 ) ) .
قوله تعالى : ( يضاعف ) : يقرأ بالجزم على البدل من " يلق " إذ كان من معناه ؛ لأن مضاعفة العذاب لقى الآثام .
وقرئ بالرفع شاذا على الاستئناف .
و ( يخلد ) : الجمهور على فتح الياء .
ويقرأ بضمها وفتح اللام على ما لم يسم فاعله ، وماضيه أخلد بمعنى خلد .
و ( مهانا ) : حال .
( إلا من تاب ) : استثناء من الجنس ؛ في موضع نصب .
.
[ ص: 267 ] قال تعالى : ( قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا ( 74 ) ) .
قوله تعالى : ( وذرياتنا ) : يقرأ على الإفراد ، وهو جنس في معنى الجمع ؛ وبالجمع .
و ( قرة ) : هو المفعول . و " من أزواجنا وذرياتنا " : يجوز أن يكون حالا من " قرة " ، وأن يكون معمول " هب " والمحذوف من ( هب ) فاؤه ؛ والأصل كسر الهاء ؛ لأن الواو لا تسقط إلا على هذا التقدير : مثل يعد ، إلا أن الهاء فتحت من يهب ؛ لأنها حلقية فهي عارضة ؛ فلذلك لم تعد الواو كما لم تعد في " يسع ويدع "
. قوله تعالى : ( إماما ) : فيه أربعة أوجه ؛ أحدها : أنه مصدر ، مثل قيام وصيام ، فلم يجمع لذلك ، والتقدير : ذوي إمام . والثاني : أنه جمع إمامة ، مثل حال وحلال .
والثالث : هو جمع آم ، من أم يؤم ، مثل حال وحلال .
والرابع : أنه واحد اكتفى به عن أئمة ، كما قال تعالى : ( نخرجكم طفلا ) [ الحج : 5 ] .
قال تعالى : ( ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ( ) 76 ) ) .
قوله تعالى : ( ويلقون ) : يقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل ؛ وبالتشديد وترك التسمية .
والفاعل في " حسنت " ضمير الغرفة .
قال تعالى : ( لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما قل ما يعبأ بكم ربي ( 77 ) ) .
قوله تعالى : ( ما يعبأ بكم ) : فيه وجهان ؛ أحدهما : ما يعبأ بخلقكم لولا دعاؤكم ؛ أي توحيدكم . والثاني : ما يعبأ بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة أخرى .
قوله تعالى : ( فسوف يكون ) : اسم كان مضمر ، دل عليه الكلام المتقدم ، أو يكون الجزاء أو العذاب .
و ( لزاما ) : أي ذا لزام ، أو ملازما ، فأوقع المصدر موقع اسم الفاعل ، والله أعلم .