الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4850 ) فصل معرفة الموافقة ، والمناسبة ، والمباينة .

                                                                                                                                            الطريق في ذلك أن تلقي أقل العددين من أكثرهما مرة بعد أخرى ، فإن فني به فالعددان متناسبان ، وإن لم يفن به ، ولكن بقيت منه بقية ، ألقيتها من العدد الأقل ، فإن بقيت منه بقية ألقيتها من البقية الأولى ، ولا تزال كذلك تلقي كل بقية من التي قبلها ، حتى يصل إلى عدد يفني الملقى منه ، غير الواحد ، فأي بقية فني بها غير الواحد ، فالموافقة بين العددين بجزء ، وتلك البقية إن كانت اثنين فبالأنصاف ، وإن كانت ثلاثة فبالأثلاث ، فإن كانت أربعة فبالأرباع ، فإن كانت أحد عشر ، أو اثني عشر ، أو ثلاثة عشر ، فيجزئ ذلك ، وإن بقي واحد ، فالعددان متباينان .

                                                                                                                                            ومما يدلك على تناسب العددين ، أنك متى زدت على الأقل مثله أبدا ، ساوى الأكثر ، ومتى قسمت الأكثر على الأقل ، انقسم قسمة صحيحة ، ومتى نسبت الأقل إلى الأكثر ، انتسب إليه بجزء واحد ، ولا يكون ذلك إلا في النصف فما دونه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية