الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4659 ) فصل : وإن وصى للأرامل ، فهو للنساء اللاتي فارقهن أزواجهن بموت أو غيره . قال [ ص: 89 ] أحمد ، في رواية حرب ، وقد سئل عن رجل أوصى لأرامل بني فلان . فقال : قد اختلف الناس فيها ، فقال قوم : هو للرجال والنساء . والذي يعرف في كلام الناس أن الأرامل النساء . وقال الشعبي ، وإسحاق : هو للرجال والنساء ، وأنشد أحدهما :

                                                                                                                                            هذي الأرامل قد قضيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

                                                                                                                                            وقال الآخر :

                                                                                                                                            أحب أن أصطاد ضبيا سحبلا     رعى الربيع والشتاء أرملا

                                                                                                                                            ولنا ، أن المعروف في كلام الناس أنه النساء ، فلا يحمل لفظ الموصي إلا عليه ، ولأن الأرامل جمع أرملة ، فلا يكون جمعا للمذكر ; لأن ما يختلف لفظ الذكر والأنثى في واحده يختلف في جمعه ، وقد أنكر ابن الأنباري على قائل القول الآخر ، وخطأه فيه ، والشعر الذي احتج به حجة عليه ، فإنه لو كان لفظ الأرامل يشمل الذكر والأنثى ، لقال : " حاجتهم " إذ لا خلاف بين أهل اللسان في أن اللفظ متى كان للذكر والأنثى ، ثم رد عليه ضمير ، غلب فيه لفظ التذكير وضميره ، فلما رد الضمير على الإناث علم أنه موضوع لهن على الانفراد ، وسمى نفسه أرملا تجوزا تشبيها بهن ، ولذلك وصف نفسه بأنه ذكر ، ويدل على إرادة المجاز أن اللفظ عند إطلاقه لا يفهم منه إلا النساء ، ولا يسمى به في العرف غيرهن ، وهذا دليل على أنه لم يوضع لغيرهن ، ثم لو ثبت أنه في الحقيقة للرجال والنساء لكان قد خص به أهل العرف النساء ، وهجرت به الحقيقة حتى صارت مغمورة ، لا تفهم من لفظ المتكلم ولا يتعلق بها حكم كسائر الألفاظ العرفية .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية