الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4985 ) فصل : وإن سألته الطلاق في مرضه ، فأجابها ، فقال القاضي : فيه روايتان ; إحداهما ، لا ترثه ; لأنه ليس بفار . والثانية ، ترثه لأنه طلقها في مرضه . وهو قول مالك . وكذلك الحكم إن خالعها ، أو علق الطلاق على مشيئتها فشاءت ، أو على فعل من جهتها لها منه بد ففعلته ، أو خيرها فاختارت نفسها . والصحيح في هذا كله أنها لا ترثه ; لأنه لا فرار منه

                                                                                                                                            وهذا قول أبي حنيفة ، والشافعي . وإن لم تعلم بتعليق طلاقها ، ففعلت ما علق عليه ، ورثته ; لأنها معذورة فيه . ولو سألته طلقة ، فطلقها ثلاثا ، ورثته ; لأنه أبانها بما لم تطلبه منه . وإن علق طلاقها على فعل لا بد لها منه ، كصلاة مكتوبة ، وصيام واجب في وقته ، ففعلته ، فحكمه حكم طلاقها ابتداء ، في قولهم جميعا . وكذلك إن علقه على كلامها لأبويها أو لأحدهما . وإن قال في مرضه [ ص: 271 ] أنت طالق إن قدم زيد . ونحوه مما ليس من فعلها ، ولا فعله ، فوجد الشرط فطلقت به .

                                                                                                                                            ورثته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية