الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4570 345 - ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير ، عن إسماعيل ، عن قيس ابن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله ، قال : كنا جلوسا ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة ، فقال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ، ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : وسبح بحمد ربك إلى آخره ، وإسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه ، وجرير بن عبد الحميد ، وإسماعيل ابن أبي خالد البجلي الكوفي ، وقيس ابن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي ، واسمه عوف البجلي ، قدم المدينة بعدما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر في كتاب الصلاة ، في باب فضل صلاة العصر ، فإنه أخرجه هناك عن الحميدي ، ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا تضامون " بالضاد المعجمة وتخفيف الميم ، من الضيم ، وبتشديدها ، من الضم ، أي لا يظلم بعضكم بعضا بأن يستأثر به دونه ، أو لا يزاحم بعضكم بعضا ، قوله : " فإن استطعتم " إلى آخره ، يدل على أن الرؤية قد ترجى بالمحافظة على هاتين الصلاتين ، وقال الكرماني : أما لفظ " فسبح " فهو بالواو لا بالفاء ، والمناسب للسورة ، وقبل الغروب ، لا غروبها ، وقال بعضهم : لا سبيل إلى التصرف في لفظ الحديث ، وإنما أورد الحديث هنا لاتحاد دلالة الآيتين ، انتهى ( قلت ) الذي قاله الكرماني هو الصحيح ; لأن قراءة فسبح بالفاء ، تصرف في القرآن والحديث هنا بالواو ، وفي النسخ الصحيحة كما في القرآن ، وقد رواه ابن المنذر موافقا للقرآن ، ولفظه : عن إسماعيل ابن أبي خالد بلفظ : ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب والظاهر أن نسخة الكرماني كانت بالفاء ، وقبل غروبها ، فلذلك قال ما ذكره .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية