[ ص: 96 ] قال تعالى : ( قال هذا صراط علي مستقيم ( 41 ) ) ) .
قوله تعالى : ( علي مستقيم ) : قيل : على بمعنى إلى ; فيتعلق بمستقيم ، أو يكون وصفا لصراط . وقيل : هو محمول على المعنى . والمعنى : استقامته علي .
ويقرأ " علي " أي علي القدر . والمراد بالصراط : الدين .
قال تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ( 42 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا من اتبعك ) : قيل : هو استثناء من غير الجنس ; لأن المراد بعبادي الموحدون ، ومتبع الشيطان غير موحد . وقيل : هو من الجنس ; لأن عبادي جميع المكلفين . وقيل : " إلا من اتبعك " استثناء ليس من الجنس ; لأن جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان ; أي حجة ومن اتبعه لا يضلهم بالحجة ، بل بالتزيين .
قال تعالى : ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) .
قوله تعالى : ( أجمعين ) : هو توكيد للضمير المجرور .
وقيل : هو حال من الضمير المجرور ، والعامل فيه معنى الإضافة .
فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل ، وإن قدرت هنا حذف مضاف ، صح أن يعمل الموعد ; والتقدير : وإن جهنم مكان موعدهم .
قال تعالى : ( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ( 44 ) ) .
قوله تعالى : ( لها سبعة أبواب ) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون مستأنفا . ولا يجوز أن يكون حالا من جهنم ; لأن " إن " لا تعمل في الحال .
( منهم ) : في موضع حال من الضمير الكائن في الظرف ; وهو قوله تعالى : ( لكل باب ) ويجوز أن يكون حالا من " جزء " ، وهو صفة له ثانية قدمت عليه .
ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في " مقسوم " لأن الصفة لا تعمل في الموصوف ولا فيما قبله ; ولا يكون صفة لباب ; لأن الباب ليس من الناس .
قال تعالى : ( إن المتقين في جنات وعيون ( 45 ) ادخلوها بسلام آمنين ( 46 ) ) .
[ ص: 97 ] قوله تعالى : ( وعيون ادخلوها ) : يقرأ على لفظ الأمر ، ويجوز كسر التنوين وضمه ; وقطع الهمزة على هذا لا يجوز .
ويقرأ بضم الهمزة ، وكسر الخاء ، على أنه ماض ; فعلى هذا لا يجوز كسر التنوين ; لأنه لم يلتق ساكنان ; بل يجوز ضمه على إلقاء ضمة الهمزة عليه ; ويجوز قطع الهمزة .
( بسلام ) : حال ; أي سالمين ، أو مسلما عليهم .
و ( آمنين ) : حال أخرى بدل من الأولى .
قال تعالى : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ( 47 ) ) .
قوله تعالى : ( إخوانا ) : هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى : ( جنات ) .
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في " ادخلوها " مقدرة ، أو من الضمير في " آمنين " .
وقيل : هو حال من الضمير المجرور بالإضافة ; والعامل فيها معنى الإلصاق والملازمة .
( متقابلين ) : يجوز أن يكون صفة لإخوان ; فتتعلق " على " بها .
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار ; فيتعلق الجار بمحذوف ، وهو صفة لإخوان .
ويجوز أن يتعلق بنفس إخوان ; لأن معناه متصافين ; فعلى هذا ينتصب " متقابلين " على الحال من الضمير في إخوان .
قال تعالى : ( لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ( 48 ) ) .
قوله تعالى : ( لا يمسهم ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين . وأن يكون مستأنفا .
و ( منها ) : يتعلق بمخرجين .