الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 326 ] مسألة ; قال : ( والعاملين على الزكاة ، وهم الجباة لها ، والحافظون لها ) يعني العاملين على الزكاة ، وهم الصنف الثالث من أصناف الزكاة ، وهم السعاة الذين يبعثهم الإمام لأخذها من أربابها ، وجمعها وحفظها ونقلها ، ومن يعينهم ممن يسوقها ويرعاها ويحملها ، وكذلك الحاسب والكاتب والكيال والوزان والعداد ، وكل من يحتاج إليه فيها فإنه يعطى أجرته منها ; لأن ذلك من مؤنتها ، فهو كعلفها ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث على الصدقة سعاة ، ويعطيهم عمالتهم ، { فبعث عمر ، ومعاذا ، وأبا موسى ، ورجلا من بني مخزوم ، وابن اللتبية ، وغيرهم . وطلب منه ابنا عمه الفضل بن العباس ، وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث ، أن يبعثهما ، فقالا : يا رسول الله ، لو بعثتنا على هذه الصدقة ، فنصيب ما يصيب الناس ، ونؤدي إليك ما يؤدي الناس ؟ فأبى أن يبعثهما ، وقال : إن هذه الصدقة أوساخ الناس } . وهذه قصص اشتهرت ، فصارت كالمتواتر ، وليس فيه اختلاف ، مع ما ورد من نص الكتاب فيه فأغنى عن التطويل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية