الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2612 - "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" ؛ (طب)؛ عن جرير ؛ (صح) .

التالي السابق


(إنما يرحم الله من) ؛ بيانية؛ (عباده؛ الرحماء) ؛ بالنصب؛ على أن "ما"؛ في "إنما"؛ كافة؛ وبالرفع؛ على أنها موصولة؛ و"الرحماء"؛ جمع "رحيم"؛ وهو من صيغ المبالغة؛ وقضيته أن رحمته (تعالى) تختص بمن اتصف بالرحمة الكاملة؛ بخلاف من فيه رحمة ما؛ لكن قضية خبر أبي داود : "الراحمون؛ يرحمهم الله" ؛ شموله؛ ورجحه البعض؛ وإنما بولغ في الأول؛ لأن ذكر لفظ الجلالة فيه دال على العظمة؛ فناسب فيه التعظيم والمبالغة.

(فائدة) :

ذكر بعض العارفين من مشايخنا أن حجة الإسلام الغزالي رؤي في النوم؛ فسئل: ما فعل الله به؟ فقال: أوقفني بين يديه؛ وقال: "بماذا جئت؟"؛ فذكرت أنواعا من العبادات؛ فقال: "ما قبلت منها شيئا؛ ولكن غفرت لك؛ هل تدري بماذا؟ جلست تكتب يوما؛ فسقطت ذبابة على القلم؛ فتركتها تشرب من الحبر؛ رحمة لها؛ فكما رحمتها؛ رحمتك؛ اذهب فقد غفرت لك".

(طب؛ عن جرير ) ؛ ابن عبد الله ؛ وعزوه للطبراني كالصريح في أنه لم يره في شيء من الكتب الستة؛ وهو غفول قبيح؛ فقد عزاه هو نفسه في الدرر للشيخين معا؛ من رواية حديث أسامة بن زيد ؛ وهو في كتاب الجنائز؛ من البخاري ؛ ولفظه عن أسامة بن زيد : قال: أرسلت بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: إن ابني قد احتضر؛ فاشهدنا؛ فأرسل يقرئ السلام؛ ويقول: "إن لله ما أخذ؛ وله ما أعطى؛ وكل شيء عنده بأجل مسمى؛ فلتصبر؛ ولتحتسب"؛ فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها؛ فقام ومعه سعد بن عبادة ؛ ومعاذ بن جبل ؛ وأبي بن كعب ؛ وزيد بن ثابت ؛ ورجال؛ فرفع إليهم الصبي؛ فأقعده في حجره ونفسه تقعقع؛ ففاضت عيناه؛ فقال سعد : يا رسول الله؛ ما هذا؟ قال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده؛ إنما يرحم الله من عباده الرحماء ".




الخدمات العلمية