الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4250 - " الدجال ممسوح العين؛ مكتوب بين عينيه: كافر؛ يقرؤه كل مسلم" ؛ (م)؛ عن أنس ؛ (صح) .

التالي السابق


( الدجال ) ؛ قال البسطامي : وهو رجل قصير كهل براق الثنايا؛ (ممسوح العين) ؛ أي: موضع إحدى عينيه ممسوح مثل جبهته؛ ليس فيه أثر عين؛ وفي رواية: "اليمنى"؛ وفي أخرى: "اليسرى"؛ ولا تعارض؛ لأن إحداهما طافية؛ لا ضوء فيها؛ والأخرى ناتئة كحبة عنب؛ (مكتوب بين عينيه: كافر) ؛ وفي رواية: "ك ف ر"؛ (يقرؤه كل مسلم) ؛ والكتابة مجاز عن حدوثه وشقاوته؛ بدليل رواية: "كل مؤمن كاتب؛ وغير كاتب" ؛ ولو كانت حقيقة لقرأها الكافر أيضا؛ أو هي حقيقة بأن يخلق الله الإدراك في بصر المؤمن؛ بحيث يراه؛ وإن لم يعرف الكتابة؛ ولا يراها الكافر؛ [ ص: 538 ] وإن عرفها؛ كما يرى المؤمن الأدلة ببصيرته؛ وإن لم يرها الكافر؛ وذلك زمان خرق العادات؛ وهذا أرجح عند النووي .

(تتمة) ؛

قال البسطامي : الدجال مهدي اليهود ؛ ينتظرونه كما ينتظر المؤمنون المهدي ؛ ونقل عن كعب الأحبار أنه رجل طويل؛ عريض الصدر؛ مطموس؛ يدعي الربوبية؛ معه جبل من خبز؛ وجبل من أجناس الفواكه؛ وأرباب الملاهي جميعا يضربون بين يديه بالطبول والعيدان والمعازف والنايات؛ فلا يسمعه أحد إلا تبعه؛ إلا من عصمه الله؛ قال: ومن أمارات خروجه تهب ريح كريح قوم عاد ؛ ويسمعون صيحة عظيمة؛ وذلك عند ترك الأمر بالمعروف؛ والنهي عن المنكر؛ وكثرة الزنا؛ وسفك الدماء؛ وركون العلماء إلى الظلمة؛ والتردد إلى أبواب الملوك؛ ويخرج من ناحية المشرق؛ من قرية تسمى "دسر أبادين" ؛ ومدينة "الهوازن" ؛ ومدينة "أصبهان" ؛ ويخرج على حمار؛ وهو يتناول السحاب بيده؛ ويخوض البحر إلى كعبيه؛ ويستظل في أذن حماره خلق كثير؛ ويمكث في الأرض أربعين يوما؛ ثم تطلع الشمس يوما حمراء؛ ويوما صفراء؛ ويوما سوداء؛ ثم يصل المهدي وعسكره إلى الدجال ؛ فيلقاه؛ فيقتل من أصحابه ثلاثين ألفا؛ فينهزم الدجال ؛ ثم يهبط عيسى إلى الأرض وهو متعمم بعمامة خضراء؛ متقلد بسيف؛ راكب على فرسه؛ وبيده حربة؛ فيأتي إليه فيطعنه بها؛ فيقتله ؛ إلى هنا كلامه؛ نقلا عن كعب الأحبار .

(م؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ ورواه عنه أيضا أبو يعلى ؛ وغيره.




الخدمات العلمية