الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3900 - "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك؛ ويكفي بنيك" ؛ (ق د ن هـ)؛ عن عائشة ؛ (صح) .

التالي السابق


(خذي) ؛ يا هند ؛ التي قالت إن زوجها أبا سفيان - والد معاوية - شحيح؛ لا يعطيها ما يكفيها وولدها؛ إلا ما أخذت منه وهو [ ص: 437 ] لا يعلم؛ (من ماله) ؛ أي: لا حرج عليك أن تأخذي منه؛ كما في رواية؛ فالأمر كما قال القرطبي للإباحة؛ (بالمعروف) ؛ أي: من غير تقتير؛ ولا إسراف؛ بل بالعدل؛ قال القرطبي : وهذه الإباحة - وإن كانت مطلقة لفظا - مقيدة؛ فكأنه إن صح أو ثبت ما ذكرت؛ فخذي؛ (ما يكفيك) ؛ أي: قدر كفايتك عرفا؛ (ويكفي بنيك) ؛ منه كذلك؛ لأنك الكافلة لأمورهم؛ وأحالها على الصرف فيما ليس فيه تحديد شرعي؛ والباء في "بالمعروف"؛ يجوز تعلقها بـ "خذي"؛ و"يكفيك"؛ وهذا إفتاء؛ لا حكم؛ لعدم استيفاء شروطه؛ قال العلائي : وإذا صدر من النبي - صلى الله عليه وسلم - قول؛ حمل على أغلب تصرفاته؛ وهو الإفتاء؛ ما لم يقم دليل على خلافه؛ وفيه أن نفقة الزوجة والأبناء على الآباء؛ لا الأمهات؛ وأن القول للزوجة في النفقة ؛ وأن نفقتها مقدرة بالكفاية؛ والشافعي على خلافه؛ وأن للأم طلب ذلك عند الحاكم ؛ وأن لها ولاية نفقة ولدها؛ ولو في حياة الأب؛ قال الرافعي : وهو وجه؛ والظاهر خلافه؛ وأن من له حق عند من يمنعه منه؛ له أخذه بغير علمه؛ ولو من غير جنسه؛ وأن المظلوم له أن يتظلم إلى المفتي؛ فيقول: قد ظلمني أبي؛ أو زوجي؛ فكيف طريقي في الخلاص؟ وأنه لا يلزمه أن يقول: ما قولك في إنسان ظلمه أبوه أو زوجته؟ لهذا الخبر؛ فإنها ذكرت الظلم والشح لها ولولدها؛ وعينت أبا سفيان ؛ لكن عدم التعيين أولى؛ وليس بواجب؛ ذكره الغزالي ؛ وأن المرأة لا يجوز لها أن تأخذ من مال زوجها شيئا؛ وإن قل ؛ فإنه قال: "بالمعروف"؛ فمنعها أن تأخذ من ماله شيئا إلا القدر الذي يجب لها؛ ولولدها.

(ق د ن هـ؛ عن عائشة ) ؛ وله عندهما ألفاظ.




الخدمات العلمية