الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4089 - "خير نسائها مريم بنت عمران ؛ وخير نسائها خديجة بنت خويلد " ؛ (ق ت)؛ عن علي ؛ (صح) .

التالي السابق


( خير نسائها) ؛ أي: خير نساء الدنيا في زمنها ؛ فالضمير عائد على غير مذكور؛ يفسره الحال والمشاهدة؛ ( مريم بنت عمران ) ؛ وليس المراد أن مريم خير نسائها؛ إذ يصير كقولهم: " يوسف أحسن إخوته"؛ وقد صرحوا بمنعه؛ لأن أفعل التفضيل إذا أضيف؛ وقصد به الزيادة على من أضيف له؛ يشترط أن يكون منهم؛ كـ "زيد أفضل الناس"؛ فإن لم يكن منهم لم يجز؛ كما في " يوسف أحسن إخوته"؛ لخروجه عنهم؛ بإضافتهم إليه؛ ذكره الزمخشري والنووي وغيرهما؛ ( وخير نسائها) ؛ أي: هذه الأمة؛ ( خديجة بنت خويلد ) ؛ وقال القاضي البيضاوي : قيل: الكناية الأولى راجعة إلى الأمة التي فيها مريم ؛ والثانية [ ص: 492 ] إلى هذه الأمة؛ وروى وكيع - الذي هو أحد رواة الحديث - أنه أشار إلى السماء؛ والأرض؛ يعني: هما خير العالم الذي فوق الأرض؛ وتحت السماء؛ كل منهما في زمانها؛ ووحد الضمير لأنه أراد جملة طبقات السماء؛ وأقطار الأرض؛ وأن مريم خير من صعد بروحه إلى السماء؛ وخديجة خير نسائهن على وجه الأرض؛ والحديث وارد في أيام حياتها؛ أهـ؛ وفي المطامح: الضمير حيث ذكر مريم عائد على السماء؛ ومع خديجة على الأرض؛ دليله ما رواه وكيع ؛ وابن النمير ؛ وأبو أسامة ؛ وأشار وكيع من بينهم بأصبعه إلى السماء؛ عند ذكر مريم ؛ وإلى الأرض عند ذكر خديجة ؛ وزيادة العدل مقبولة؛ والمعنى فيه أنهما خير نساء بين السماء والأرض؛ أهـ؛ وزاد في خبر: فقالت له عائشة : ما ترى من عجوز حمراء الشدقين؛ هلكت في الدهر؛ قد أبدلك الله خيرا منها؛ فغضب؛ وقال: "ما أبدلني خيرا منها؛ آمنت بي حين كذبني الناس؛ ورزقت الولد منها؛ وحرمته من غيرها" ؛ كذا في المطامح.

(ق ت؛ عن علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ وفي الباب ابن جعفر وغيره.




الخدمات العلمية